أدرك العباس أن الأمر جد. فإن ابن أخيه بين أقوام تربطهم به من صلات الإيمان ما يزيد على صلات النسب القريب والدم المشترك، وتبعت عيناه القوم وهم ينصرفون من مجتمعهم ويعودون إلى رحالهم. فأيقن أن هذه الرحال سوف تضم غدا رسول الله عليه الصلاة والسلام لا بين ربوع "منى" ولكن بين أنحاء "يثرب " نفسها، وشعر بأن الدين الجديد قد دخل مرحلة انتقال خطيرة، وطلع الصباح بعد هذه الليلة الرائعة، ويظهر أن غريزة الشعور بالخطر جعلت قريشا تشم رائحته، وتتوجس خيفة من حدوث مؤامرة يكونون بعد قليل ضحيتها ، فذهب جماعة من عظماء قريش إلى الخزرجين يتساءلون: هل حقا جئتم إلى صاحبنا تستخرجونه وتبايعونه على حربنا؟.
पृष्ठ 178