ص _171 كتبه النعمان بن مقرن وجعل أول سطوره من دمه هو.. طواعية لا كراهية، ورغبة فى ذات الله، لا فناء فى غاية صغيرة، وبعدا عن مواطن الرياء وأسبابه، فلم يرغب فى عيش يستمتع فيه بثمار النصر، أو يظفر فيه بأحفال التكريم وأشباه هذه المساخر. * * * وأذكر كلاما قرأته لمؤرخ معاصر يشير فيه إلى ندرة القادة الذين يذكرون بلادهم وحدها فى ساعاتهم الأخيرة.. على حيزا نرى من أمثال "ابن مقرن " فى تاريخ الإسلام كثرة بالغة.. فهل ينبغى أن تعى ذاكرتنا من أبطال النمسا وفرنسا ما تغص به فى أثناء الدراسة.. ويبقى أبطالنا لا تتوارث القرون أسماءهم الضخمة؟؟ يا شباب الإسلام.. من تاريخكم خذوا المثل. إن لنا رجالا تتضاءل عند أقدامهم عمالقة التاريخ الأوروبى كله. ص _172
لا يحج بعد العام مشرك
* صارت ذكريات:
الأيام الفزعة التى عاناها السابقون الأولون، والحوادث الهائلة التى طالما روعت أصحاب هذه العقيدة العظيمة، وجموع القبائل المتألبة، وأشياع الأحزاب الضالة المتحفزة، ودنيا المجرمين الذين شعروا بأن ليلهم سينجاب ودولتهم ستذهب، وهذه الصحراء التى شخصت ذرات رمالها إلى أدوار الصراع العجيب بين أتباع الزعيم الأكبر محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وبين أتباع التحلل والإلحاد واختلاق النظم وافتراء المبادئ والابتعاد عن الله. ومكة وما انفجرت به ثورة أهليها، والمدينة وما وجه إليها من حملات حاشدة حاقدة تتراكض هذه المعانى فى ذهن راكب العضباء ما إن تهدأ حتى تثور، وما أن تنتهى حتى تبدأ من جديد.
पृष्ठ 172