(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغيرالحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).وهل قدمت البشرية ضحاياها الهائلة فى الحروب المتعاقبة إلا إشباعا لنزوات الغرور والتسلط عند بعض الزعماء أو بعض القادة. وهل يفقد العالم الآن توازنه السياسى وعدالته الاجتماعية إلا لما يسميه القرآن "البغى بغير الحق " وهو أصدق تسمية للنيات الاستعمارية الكامنة فى محيط السياسة الدولية، وللمظاهر الاستبدادية الباقية بين أم الشرق!.
ليست حظوظ النفس المادية موضع جدل طويل فى الدين، وفى حدود الحلال الطيب سعة يمرح المرء فيها ولا تصادر رغائبه، ودعك من وساوس المتصوفين وكهانة المتزهدين.. والشىء الذى ينبغى أن نجاهد أنفسنا عليه، وأن نعلمها الزهد فيه: الفحش، واللؤم، والتعدى، والتحدى، وحب الظهور، وعمى الغرور، فمن هنا تنكب المجتمعات وتضل السياسات!.
* إيضاح وتعقيب:
يبدو أن هذا الرأى خالف ما وقر فى الأذهان عن حقيقة الزهد! وقد جاءتنا ثلاث رسائل تناقش الفكرة من ناحية الشكل والموضوع! نسجل ما ورد بها من اعتراضات، ونقرنها بما لدينا من إجابات.
قال الأستاذ "محمد طلبه السعداوى": وددت أن يسمح سيدى الأستاذ بأن أذكره أننا فى هذا البلد الذى اختلت فيه الموازين، واضطربت الأوضاع وانتفى التجانس، وكثر فيه الشاكون من التخمة والشاكون من المخمصة، والذين ينامون على الديباج، والذين يتوسدون الوحل، والذى يقتنون الذهب والفضة والخيل المسومة والسيارات
पृष्ठ 160