ونحن لا نستغرب من رؤساء الأمم المسيحية أن يحترموا ذكرياتهم الدينية وأن يهتموا بها، وإنما الذى نضع عليه أصابع الرؤساء السياسيين عندنا، ونحب أن يلتفتوا إليه جيدا، هو موقفهم الواهى المريب بإزاء المناسبات الإسلامية، وضيق إحساسهم بها!.
إننا إذ نسمع للزعماء العالميين خطبا تشبه أن تكون تبشيرية، لا نسمع لزعمائنا حرفا فى وجهة النظر الإسلامية الواضحة.
وحين نرى السياسيين الأجانب لا يستحيون من تمجيد مقدساتهم الدينية، نرى زعماءنا "علمانيين " يكاد موقفهم من الدين الذى ينتمون إليه يكون بعينه موقفهم من الأديان التى لا ينتمون إليها.
وهذه فلسفة فى التوجيه العملى للأمم من أقبح الفلسفات.
إن الزعيم السياسى الذى يخلع ثوب تدينه ليوهم الناس أنه شخصية متحضرة معتدلة، ليس فى الحقيقة الرجل الجدير بالكرامة الوطنية، ولا التقدير العام.
وزعماؤنا الذين من هذا النوع يجب أن يطردوا من ميادين العمل العظيم، لأنهم لن يظفروا فيها بأى نجا!!.
أما الزعيم الذى لا يفارقه تدينه، والذى لا يملى عليه الانسحاب أو الاحتجاج عندما يرى مساسا بدينه، فذلك هو الرجل الذى نحترمه والذى نشعر بفرط الحاجة الماسة إليه.
ص _156
التعاون...
المواهب الإنسانية النفيسة مختلفة ومتكاثرة، وقلما تجتمع فى رجل واحد، بل إنها توجد موزعة بين الفئات الكثيرة من الناس، فإذا تكونت إحدى الجماعات، وأحسن أعضاؤها التعاون فيما بينهم، كان كل منهم مكملا لنقص الآخر، وكانت كل موهبة سنادا لأختها المغايرة لها، فكانت الجماعة منتجة موفقة!
أما إذا استغنى المرء عن غيره، وغالى بمواهبه المحدودة، واعتذر عن نقصه، واستهان بمواهب غيره وتجهم لها فلن يصل ولن تصل معه الجماعة إلى مستوى عال من النجاح المنشود!
पृष्ठ 155