169

सूडान

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

शैलियों

وأن حكومة صاحب الجلالة البريطانية تريد أن تجدد لعظمتكم بهذه المناسبة التأكيدات التي أعطتها لسلفكم عند ارتقائه العرش. وهي مقتنعة أن في استطاعتها أن تعتمد، في العمل مع عظمتكم، على تلك الصداقة التي كانت شعارا لحكم السلطان المرحوم وعادت ثمراتها على البلاد بازدياد الرفاهية والتقدم، ذلك الأمر الذي له من المكانة في نفس الحكومة البريطانية ما لا تقل منزلته لدى عظمتكم.

حضرة صاحب الجلالة الملك أحمد فؤاد الأول ملك مصر - وأول من لقب بهذا اللقب في تاريخ مصر الحديث، وهو ابن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي.

وإني أنتهز هذه الفرصة فأقدم لعظمتكم السلطانية أجل احتراماتي.

القاهرة في 9 أكتوبر سنة 1917

رجنالد ونجت (8) استمرار وزارة رشدي باشا في الحكم

وبهذا التغيير انحلت بطبيعة الحال هيئة الوزارة. ولكن عظمة السلطان أحمد فؤاد الأول أثبت تأليفها. وهنا نورد نص الرسالتين الرسميتين المتبادلتين في نفس اليوم بين عظمته وبين صاحب الدولة حسين رشدي باشا بهذا الشأن:

عزيزي حسين رشدي باشا

يعلم رعايانا أنه بسبب وفاة سلفنا وأخينا المحبوب المغفور له السلطان حسين الأول الذي اختطفته المنية قبل الأوان وملأت القلوب حزنا عليه قد تولينا بالاتفاق مع الدولة الحامية عرش السلطنة المصرية على أن يكون هذا العرش من بعدنا لورثتنا طبقا للنظام الوراثي الذي سيوضع بالاتفاق بيننا وبينها.

منذ ثلاث سنوات كانت حدود بلادنا يظهر أنها مهددة، وكانت ثروتها الزراعية توشك أن تصاب في مصادرها، ولقد لبى سلفنا رحمه الله، نداء الواجب وتفانى في إخلاصه لمرافق البلاد، فلم يتردد في حمل أعباء السلطنة مع ما كان يحف بها من المصاعب. واعتمادا على ولاء رعاياه وعلى تأييد الدولة الحامية وقف نفسه مدة هذه السنوات الثلاث على تنفيذ المنهاج الذي اختطه في المرسوم الصادر منه إلى دولتكم عند ارتقائه عرش السلطنة، وقد صار وضع أسس تعميم التعليم وبحث موارد ثروة البلاد والشروع في الوسائل التمهيدية التي من شأنها إحلال مصر في مكانة الكرامة اللائقة بها في العالم الذي سيتجدد على أثر انعقاد الصلح.

ونحن اليوم ننشد ذلك الولاء نفسه من رعايانا في ظروف هي أكثر يمنا وتوفيقا. فقد زالت الأخطار التي كان يظهر أنها تهدد بلادنا، وعادت ثروة القطر إلى ما كانت عليه. وبقي علينا أن نخصص أنفسنا بالاشتراك مع نواب الأمة اشتراكا يزداد على الدوام لإتمام تنفيذ ذلك المنهاج الذي اختطه سلفنا. وأن نحقق في جميع الفروع الإصلاحات التي من شأنها ضمان التقدم المادي والأدبي في بلادنا.

अज्ञात पृष्ठ