ومنها:
هل الحَدَث الحمراء تعرفُ لونَها ... وتعلمُ أيُّ الساقِيَينْ الغمائم
سقَتْها الغَمامُ الغُرُّ قبل نزولهِ ... فلما دَنَا منها سقتها الجماجمُ
بناها فأعْلىوالقنا يقرعُ القَنَا ... وموجُ المنايا حولها متلاطمُ
وكان بها مثلُ الجنون فأصبحتْ ... ومن جُثَث القتلى عليها تمائم
طَريدةُ دهرٍ ساقها فَرددْتها ... على الدين بالخَطّى والدهر راغِم
تُفيتُ اللَّيالي كلَّ شيء أخَذْتَه ... وهن لما يأخذنَ منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعًا ... مضى قبل أن تُلْقَى عليه الجوازم
وكيف ترجَّى الرومُ والروسُ هدمَها ... وذا الطعنُ لها ودعائمُ
وقد حاكموها والمنايا حواكمُ ... فما مات مظلومُ ولا عاش ظالمُ
أتَوْك يَجُرُّون الحديدَ كأنما ... سَرَوْا بجياد ما لهن قوائمُ
1 / 60