اختلاف البيئات الجغرافية يجعل منهم شعوبًا، واختلاف الأجداد الذين تنحدر منهم كل جماعة يجعل منهم قبائل وعشائر) (١).
ويستشهد على ذلك بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)﴾ [الحجرات: ١٣].
٩ - يرى العقاد بأنَّ (مونتجومري وات) في كتابه (الإسلام والجماعة المتحدة) قد أصاب في التنويه بمعنى (أمَّة) في العقيدة الإسلامية، واعتبر أنَّه معنى فريد تميَّز به الإسلام، ولم يكن له مرادف بمعناه في لغة من اللغات قبل الإسلام ولا بعده. . ثم يعقد مقارنة بين الكلمات التي تقابل كلمة (أمَّة) في اللغات الأوروبية وبين كلمة (أُمَّة) في اللغة العربية والإسلام (٢) على النحو الآتي:
- فكلمة nation التي تقابل هذه الكلمة في اللغات الأوروبية مأخوذة في أصلها من معنى الولادة، ومفادها أن الولادة في مكان واحد هي الرابطة التي تكسب أبناء الوطن حقوق هذه الوحدة الإجتماعية.
- وكلمة people تقابل عندهم كلمة الشعب أحيانًا باللغة العربية، وترجع في أصلها إلى السكن والإقامة.
وكلا المعنيين -معنى الولادة ومعنى السكن- قاصر عن الدلالة على القومية (٣) كما يفهمها علماء التعريفات الاجتماعية والسياسية في عصرنا