Studies in the Distinctiveness of the Islamic Ummah and the Orientalists' Position on It
دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه
प्रकाशक
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
प्रकाशक स्थान
قطر
शैलियों
بدعتهم، كما قال بعض الباحثين: (ما من طائفة من طوائف الأُمَّة خرجت عن السنة إلَّا وقعت في شيء من سنن الأُمم الهالِكَةِ. . وفيها شبه بالكفّار يقل أو يكثر) (١).
ومما يروي عن بعض السلف أَنَّهُ كان يقول: (من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النَّصارى) (٢).
ولعل ممَّا يتناسب مع هذا ما روي عن غضيف بن الحارث الثُّمالي أَنَّ النبي ﷺ قال: "ما أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلَّا رُفِعَ مِثْلُها مِن السُّنة" (٣).
وبالجملة فإنَّ من لم يحقق التميُّز يدخل فيما سبق من التعريض والذَّم والوعيد الشديد في الدنيا والآخرة، ولعل في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥]. لعل في هذه الآية من الإطلاق ما يتناول كل من لم يحقق التميُّز الذي هو نتيجة لاتباع سبيل المؤمنين، ولازم من لوازم ذلك.
قال ابن كثير في معنى هذه الآية: (أي: ومن سلك غير طريق الشريعة
(١) ناصر بن عبد الكريم العقل: من تشبه بقوم فهو منهم ص: (١٦ و١٣)، الرسالة رقم: (٦)، من رسائل ودراسات في منهج أهل السنة، عن دار الوطن - الرياض، وانظر: الشهرستاني: الملل والنحل: (١/ ٢٨)، مرجع سابق.
(٢) يروى هذا القول عن سفيان بن عيينة وغيره. انظر: ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم. . (١/ ٦٧، تحقيق: ناصر بن عبد الكريم العقل)، مرجع سابق.
(٣) أخرجه الإمام أحمد: (٤/ ١٠٥)، مرجع سابق، وجاء عن ابن شيبة بلفظ: (ما من أُمَّة تحدث في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة): عمر بن شبة: تاريخ المدينة المنورة: (١/ ١٠)، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، طبعة دار الكتب العلمية، القاهرة، ١٩٩٦ م، انظر نص الحديث وتخريجه، ما قيل عن بعض رواته لدى السيوطي: مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة حديث: (٢٥٩)، ص: (١٢٤)، تحقيق: بدر بن عبد اللَّه البدر، طبعة: (١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م)، عن دار النفائس - لبنان.
1 / 141