150

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

प्रकाशक

دار عمار للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

प्रकाशक स्थान

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

शैलियों

فالبصرة، وهذا كلّه يضعف متون الرّوايات الّتي تصوّر عائشة ﵂ هاربة وتَتَيامَنُ عن أوطاس (^١) خَشْيةً من عليّ.
عائشة تهمُّ بالرّجوع والزّبير يثنيها عن عزمها
فلمّا خرجت عائشة ﵂ ومن معها من الصّحابة ﵃ وكانوا على نيّتها ورأيها في الإصلاح، تذكّرت أنّ النَّبيَّ ﷺ كان قد حَذَّرَ في حياته أمّهات المؤمنين من هذه الفتنة، فلمّا رأت أمُّ المؤمنين ﵂ آية ذلك همّت بالرّجوع؛ لكنّ الزبير ﵁ ثناها عن عزمها لما كان يرجوه في خروجها من إصلاح بين النّاس، ولما كان يأمله في رؤية النّاس لها من جمعٍ للكلمة، ولم يكن يعلم ﵁ أنّه يسير إلى قدره!
فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم، أنّ عائشة لمّا أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: " ما أظنّني إلاّ راجعة لأنّ رسول الله ﷺ قال لنا: أيتكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب (^٢). فقال لها الزّبير ﵁: ترجعين؟! عسى الله ﷿ أن يصلح بك بين النّاس " (^٣).
وممّا يدلّك على حسن نيّة من خرج معها، أنّ الزّبير لمّا التقى مع عليّ ذكّره عليّ بحديث سمعه من رسول الله ﷺ فرجع، فقال له ابنه عبد الله: " ... وللقتال جئت! إنّما جئتَ لتصلحَ بين النّاس ويصلح الله هذا الأمر بك " (^٤).

(^١) قال ياقوت: أوطاس (البريكة): واد في ديار هوازن فيه كانت غزوة حنين " معجم البلدان " (ج ١/ص ٢٨١).
(^٢) الحوأب: منزل بين مكّة والبصرة.
(^٣) أحمد " المسند " (ج ١٧/ ص ٢٧٣/رقم ٢٤١٣٥).
(^٤) الحاكم " المستدرك " (ج ٣/ص ٣٦٦) كتاب معرفة الصّحابة، وأخرجه البيهقي في " دلائل النّبوّة " = = (ج ٦/ص ٤١٥) ونقله ابن كثير في " البداية والنّهاية " (م ٦/ص ٢١٣) وعزاه للمصنّف (البيهقي)، وقال: غريب.

1 / 151