وتوقفنا في هذه الحجرة حتى أبلغ نبأ وصولنا، ثم أدخل بي إلى حجرة اجتماع كان يقف في طرفها الآخر ستالين ومعه مولوتوف وبافلوف الموظف الشاب المحبوب بوزارة الخارجية والذي اشتغل مترجما للثلاثة الكبار
21
في طهران ويالتا وبوتسدام .
وحياني ستالين رسميا وصافحت مولوتوف وبافلوف، ثم أشار لنا ستالين إلى المائدة لنجلس عليها، وجلس عليها مواجها لي وظهره إلى الحائط المعلق عليها صور مارشالي روسيا العظيمين سفروف وكتزوف، وجلس مولوتوف إلى يمين ستالين، ولكنه لم يشترك في المناقشة إلا في مناسبة أو اثنتين عندما أسر إلى المارشال يذكره ببعض النقاط، وجلس بافلوف بين ستالين وبيني، وقام بالترجمة لكلينا بأن كان يدون في اختزال عبارات كل متحدث ثم يقوم بترجمة ما دون بعد انتهاء كل متحدث، وكانت إنجليزيته ممتازة.
وبدأ ستالين المحادثة بالتحية شبه الرسمية المعتادة، وبالاستفسار عن رحلتي من الولايات المتحدة، والسؤال عن صحة الرئيس ترومان
22
معبرا عن أمله في أن يكون متمتعا بصحة جيدة، ثم أشار إلى اتحادنا في الحرب وذكر أني معروف جيدا للجيش والشعب في روسيا.
فناولته بعد ذلك على الفور رسالة الرئيس ترومان، فسلمها إلى بافلوف الذي قرأها له بالروسية، وأنصت إليها ستالين دون أن يظهر ما أفهم منه شعوره وإحساسه إزاءها، ولما انتهى بافلوف من قراءتها هز ستالين رأسه ولم يعلق عليها بكلمة واحدة مما أثار عجبي.
وبعد ساعتين عندما انتهى حديثنا، عاد ستالين فأشار إلى دعوة الرئيس ترومان له وقال: «لقد كنت أود كثيرا أن أزور الولايات المتحدة، ولكن السن يقتضي مني ضريبته، فأطبائي يحرمون علي السفر لمسافات طويلة، كما أني ألتزم نظاما دقيقا في الطعام، سأكتب إلى الرئيس ترومان وأخبره أنني لا أستطيع تلبية دعوته؛ إذ يجب على الواحد منا أن يحافظ على صحته. لقد كان الرئيس روزفلت ذا تقدير عظيم لواجباته وإحساس عظيم بمسئولياته، ولكنه لم يصن صحته، ولو فعل ذلك لكان من المحتمل أن يكون حيا إلى اليوم.»
ولقد روت مدام شيروتي زوجة سفير إيطاليا الأسبق في موسكو أنها بقيت مع زوجها في موسكو أكثر من خمس سنوات، ومع ذلك لم تتح لها فرصة رؤية ستالين إلا مرة واحدة! وكانت هذه المرة الواحدة غريبة في ظروفها وملابساتها.
अज्ञात पृष्ठ