تلك كانت شارة الضابط الفرنسي الصغير على معدات الموت التي أحضرها معه من بلاده لكي يغزو بها روسيا، وتذكرت عندئذ أن نابليون كان قد قال لجيته: «لماذا نتحدث عن القدر ونعلق عليه أهمية؟! إن السياسة في عصرنا هذا هي التي تسير القدر!» (21) ستالين والنساء!
تزوج ستالين لأول مرة في عام 1913، وتوفيت زوجته الأولى في عام 1917 بعد أن تركت له ابنا واحدا ...
والمعلومات قليلة عن زوجته الأولى «كاترين»؛ وذلك لأنه عندما تزوج لأول مرة كان لا يزال مجاهدا مغمورا لا يهتم أحد بتقصي أحواله أو تاريخه أو علاقاته، ولكن المعروف أنها كانت فتاة شابة قليلة التعليم، لكن حياتهما كانت تعسة للغاية؛ فقد كان ستالين مطاردا بصفة دائمة من البوليس، فلم يكن يستقر في بيته أياما حتى يغادره هاربا من جديد تحت جنح الظلام، فلم تنقض على زواجهما أربع سنوات حتى ماتت كاترين بداء الصدر.
أما عن زوجته الثانية فقد روي أن ستالين اجتمع في يوم من الأيام ببعض مستشاريه وشهدت زوجته طرفا من هذا الاجتماع، وسمعت بعض المناقشات التي جرت في الاجتماع، وأبدت في المناقشة بعض الانتقادات لسياسة ستالين ...
وغضب ستالين لتدخل زوجته وانتقادها إياه، ووقف غاضبا ثم أمسك بيد زوجته وجذبها بقسوة حتى أخرجها من حجرة الاجتماع على مرأى من زملائه ...
وعاد إليهم بعد ذلك ليستأنف المناقشة.
وبعد أيام من هذا الحادث وجدت الزوجة ميتة في حجرتها، ولم يسأل أحد كيف ماتت. •••
وكان ستالين قد تزوج من زوجته الثانية هذه «نادزدا» بعد عامين من وفاة زوجته الأولى «كاترين».
وكان والد «نادزدا» من زملاء ستالين الذين اشتركوا في الثورة الاشتراكية الأولى في عام 1917، وكانت «نادزدا» تعتز دائما بذكرى والدها، وتستشهد بأقواله، ويبدو أنها صرحت أكثر من مرة باستيائها من الأعمال التي يقوم بها البوليس السري السوفييتي «الأوجبيو»، وانتشرت تعليقاتها اللاذعة عن هذا البوليس في بعض الأوساط.
وفي 8 نوفمبر من عام 1932 أعلن خبر وفاتها في ظروف الحادث الذي ذكرناه، مع أنها شوهدت قبل ذلك بيومين في أحد المسارح. وقيل للناس في تعليل وفاتها الفجائية: إنها أصيبت بالتهاب حاد للزائدة الدودية، ولم يتمكن المحيطون بها من إسعافها فماتت قبل أن يحضر الأطباء أو يجروا لها الجراحة ...
अज्ञात पृष्ठ