وتعقيب على هذا الحوار بقلم جورج برناردشو: «لقد دار الحديث بين ه. ج. ويلز وستالين حول هذه النقطة بالضبط، كان ويلز يرى أن التطور البرلماني العادي كفيل بأن يحقق أي تغيير اجتماعي أساسي، وكان ستالين على العكس من ذلك يرى أن النظم القديمة في العادة لا تسلم معاقلها للنظم الجديدة في هدوء ...»
ولست أذكر ما قاله ستالين بحروفه، وأنا الآن أكتب من الذاكرة فحسب، ولكني أذكر أن ستالين قال ما معناه: إن النظم القديمة تدافع عن كيانها بكل الوسائل ... بالحرب والقوة المسلحة، بالسجون والمؤامرات وبالاغتيالات ... فكيف تريد من النظم الجديدة أن يقابلوا هذا كله؟ ... هل يقابلونه بالكلمات الجميلة فحسب ... أم بنفس السلاح العنيف؟ ...
وأذكر أيضا أنه قال ما معناه: إن الرجعية في دفاعها عن نفسها تحمل السلاح قبل أن يحمله التقدميون الذين يطالبون بالتغيير ... وإذا حمل خصمك السلاح فلا بد لك أن تحمله! ...
على أية حال فقد كان لا بد لستالين أن يتحمل كراهية الكثيرين له، وحقدهم عليه، ما دام قد صمم على أن يمضي بفلسفته مهما كان الثمن ... (18-2) الإله ... ستالين
ولكن ستالين خرج من الحرب الأخيرة محاطا بهالة ضخمة من التقدير؛ إذ اقترن اسمه أولا وقبل كل شيء بالنصر العسكري، وبكل الانتصارات التي أحرزتها روسيا في ميدان السياسة العالمية منذ نهاية الحرب، وبالمكانة الدولية الهائلة التي قفزت إليها روسيا خلال فترة قصيرة.
وقد سألت فتاة روسية مثقفة: ماذا كان شعورها عندما سمعت لأول مرة نبأ وفاة ستالين؟
وقالت الفتاة: لقد بكيت، ومرت بي فترة من الذهول، فقد نشأنا جميعا لنجد ستالين يصنع كل شيء، كان لا يقول شيئا إلا ويحققه، وفي موعده، كأن إرادته قدر لا يقبل التغيير أو التأجيل ...
كان يقرر تحويل الزراعة إلى نظام المزارع الجماعية فتتحول مهما كان الثمن، كان يعلن أن الإنتاج سيزيد في مدة كذا بمقدار كذا فتتحقق الزيادة، كان يؤكد اقتراب النصر والألمان يقتربون من موسكو، فيتحول التيار ويقترب النصر ... فأصبحنا نظن أنه شخص خارق خارج على نواميس الطبيعة، لا يموت!
وقد ساعدت الدعاية المركزة على شخص ستالين في خلق هذه الصورة الإلهية له! فأنت في موسكو أو في غيرها من مختلف بلاد الاتحاد السوفييتي لا تجد شارعا أو مبنى أو مصنعا أو مدرسة تخلو من صورة لستالين أو تمثال له ... حتى في بيوت الحضانة للأطفال الصغار تجد صورة ستالين معلقة في كل حجرة، قريبة من الأرض بحيث يراها الأطفال الذين لم يبلغوا ثلاث سنوات من العمر بعد، أو تجد تمثالا له وهو يحمل طفلا صغيرا في هذا الركن أو ذاك! ...
دعاية ضخمة لا أظن زعيما أو حاكما تمتع بها قط.
अज्ञात पृष्ठ