ثم يضيف سالسبوري - موضحا أهمية بيريا - فيقول: إن البوليس كان أقوى جهاز فردي في الدولة كلها، كانت جذوره تمتد في جميع فروع الدولة والحزب والجيش على السواء، والأهم من ذلك أن بيريا هو المسئول عن الأبحاث الذرية والإنتاج الذري في روسيا.
كان هو الرجل الذي أشرف على إدارة القنبلة الذرية، وهو الذي أدار الجهود التي أدت بعد القبض عليه بقليل إلى تفجير القنبلة الهيدروجينية ... •••
ولكن بيريا وغيره من الزعماء رأوا في الفترة التي أعقبت وفاة ستالين أن يتظاهروا بحرصهم التام على الوحدة أو الاتحاد، وأن يحترموا إرادة ستالين بتسليم مقاليد الأمور لمالنكوف، وهو الرجل الذي وقع عليه اختيار ستالين نفسه ليكون خليفته منذ عقد المؤتمر التاسع عشر، فقد انتخب مالنكوف في ذلك المؤتمر لوضع التقرير السياسي العام.
كان مولوتوف قد تنحى حتى قبل وفاة ستالين عن رئاسة اللجان معتذرا بأسباب تتصل بسنه وصحته، كما أنه اعتذر عن الرئاسة في حالة اختفاء ستالين.
أما خروشيشيف فقد كان مالنكوف نفسه هو الذي عينه سكرتيرا عاما للحزب دون أن يلقى اعتراضا على ذلك.
وأما بيريا فقد كانت له أطماعه الخاصة؛ ولذلك فقد وقف وحده يحارب هذا الاتجاه الجماعي كما سبق له أن حارب كل ميل كان يبدو لدى أحد أعضاء مجلس الرئاسة.
ستالين مع تلميذه وخليفته: مالنكوف.
وعندما اختير مالنكوف ليخلف ستالين قوبل هذا الاختيار بشيء من الدهشة؛ وذلك لأن الناس كانوا ينظرون إليه على أنه فرد عادي من أفراد الحزب، ولم يكن له ماض في الثورة الاشتراكية، وكانت تنقصه الكثير من صفات القائد ...
ولكن لماذا وقع اختيار ستالين على مالنكوف ليخلفه؟ ولماذا لم يوص باختيار مولوتوف ... الذي كان المرشح الطبيعي لخلافته؟ لقد تضاربت الأقوال في ذلك وذهب البعض إلى أن مولوتوف هو الذي اعتذر عن خلافة ستالين بسبب صحته وتقدم سنه، وقال البعض الآخر: بل إن ستالين هو الذي آثر أن يختص مولوتوف برعاية ابنه وابنته.
وقد تقدم خلفاء ستالين بعد وفاته، وعلى رأسهم مالنكوف، وجميع المظاهر تدل على وحدتهم التامة، ونشرت الصحف تأبين مالنكوف وبيريا ومولوتوف للزعيم الراحل وقد خلدوا اسمه بين أنبياء الشيوعية: ماركس وأنجلز ولينين، ولوحظ أن مولوتوف في خطبته لم يشر بالمرة إلى مالنكوف، أما بيريا فقد نعته ب «تلميذ لينين الموهوب وزميل ستالين في السلاح».
अज्ञात पृष्ठ