وقال كاتب روسي يصف ستالين: «إنه كالشمس ... يبدو عاليا مضيئا قويا ... والحرارة التي تنبعث من أشعته تفيض دفئا على شعوب العالم.»
ولكن كاتبا روسيا آخر هو الكساي تولستوي لم يعجبه هذا الوصف فقال: «إن ستالين أكثر من الشمس ... لأن الشمس لا حكمة لديها.»
وكانت صورته ترى في كل مكان، وكان هناك مصنع في روسيا لا عمل له إلا إنتاج تماثيل من الجبس لستالين لكي توزع على جميع الجهات.
وهكذا كان وجه ستالين يطل على التلاميذ في كل فصل من فصول المدرسة، وعلى العمال في كل مصنع، وعلى الموظفين في كل مصلحة، بل وفي معظم المنازل.
وعند مدخل القناة التي تصل بين نهري الفولجا والدون أقيم تمثال ضخم من النحاس لستالين، وكان وزنه يبلغ نحو 35 طنا ... وفي محطة «مترو» موسكو الذي يسير تحت الأرض أقيم لستالين تمثال آخر من المرمر الملون، وفوق جبال البرز في القوقاز، وهي ترتفع 18468 قدما فوق سطح البحر، أقيم تمثال آخر لستالين نقشت عليه هذه العبارة:
فوق أعلى قمة في أوروبا أقمنا تمثالا لأعظم رجل في هذا العصر.
وتضاءلت عظمة لينين أمام عظمة ستالين؛ فإن اسم لينين لم يطلق على مدينة إلا بعد موته، ولكن اسم ستالين أطلق مدة حياته على مدن كثيرة منها: ستالينجراد، وستالين آباد، وستالينيز، وستاليني، وستالينيكا، وستالينوجورسك، وأطلق اسم «ستالينسك» على مدينتين، واسم «ستالينسكويا» على مدينتين آخريين، كما أطلق اسم «ستالينسكي» على ثلاث مدن روسية، وأطلق اسم «ستالينو» على أربع مدن ...
وليس من السهل حصر عدد الشوارع والمزارع الجماعية والمتاجر والسفن والجسور التي أطلق عليها اسم ستالين في جميع أنحاء روسيا.
وكانت الجهود تبذل دائما لتصوير ستالين أكبر مما هو في الحقيقة، بل ولإبرازه في شكل يخالف شكل البشر العاديين حتى يؤمن الناس أنه إن لم يكن إلها صغيرا، فإنه - على الأقل - مخلوق ممتاز ...
فقد وصف راديو موسكو يوما في إحدى إذاعاته خواطر تلميذ صغير وهو يمر أمام الكرملين ويفكر في ستالين فيقول: عندما يغيب الضوء سيذهب «هو» - أي: ستالين - إلى فراشه، فهل يا ترى ينام هو كما ينام سائر الناس؟
अज्ञात पृष्ठ