44

सियासत नामा निजाम मुल्क

سياست نامه أو سير الملوك

अन्वेषक

يوسف حسين بكار

प्रकाशक

دار الثقافة - قطر

संस्करण संख्या

الثانية، 1407

كثيرين منهم فأوصلهم إلى الإمارة وكان يردد دائما أن ليس ثمة من هم في مستوى الأتراك من حيث الخدمة

يقال إن أحد الأمراء استدعى إليه وكيله وقال له أتعرف أحد من سكان بغداد وتجارها يقرضني خمسمائة دينار أنا في حاجة إليها على أن أردها إليه في الموسم وتأمل الوكيل قليلا فتذكر احد معارفه ممن يتعاطون البيع والشراء بربح قليل وكان لديه ستمائة دينار من الذهب الخليفتي كان قد جمعها بمرور الزمن وقال للأمير إنني أعرف رجلا له دكان في سوق كذا أتردد عليه بين الحين والحين وأتعامل معه إنه يملك ستمائة دينار خليفتي ان ترسل في طلبه شخصا يستدعيه وتحسن استقباله تلاطفه وتدعوه إلى الطعام في أوانه ثم تطرح حديث المعاملة فلربما يخجل منك ولا يرد طلبتك احتراما لك

ففعل الأمير وارسل إلى الرجل شخصا يقول له ألا تكلف نفسك عناء الحضور إلي فإنني أريدك في أمر ضروري وذهب الرجل إلى قصر الأمير دون أن تكون له به معرفة سابقة فدخل عليه وسلم فرد عليه الأمير السلام والتفت نحو رجاله وقال أهذا هو فلان قالوا بلى فقام الأمير في وجهه وأمر بإجلاسه في مكان لائق ثم قال أيها الخواجة لقد سمعت من الناس كثيرا عن شهامتك وحسن سيرتك وأمانتك وتدينك فاعجبت بك دون أن أراك ويقولون إنه ليس ثمة أحد في سوق بغداد كله مثل هذا الخواجة مروءة وحسن معاملة ثم قال له أيضا فلم لا تعاشرنا إذن وتكلفنا بقضاء ما تحتاج أليه من أمر تعد بيتنا بيتا لك وتصادقنا وتؤاخينا وكان الرجل يوحي بقبول كل ما كان يقول الأمير والوكيل يردد كذا ومائة كذا

ومضت فترة فأحضر خوان الطعام وأجلس الأمير الرجل بالقرب منه وجعل يتناول أشياء من الطعام ويضعها أمامه باستمرار ويلاطفه ويكرمه كثيرا ولما رفع الطعام وغسل الحاضرون أيديهم وانصرفوا ولم يبق سوى الخاصة التفت الأمير نحو الرجل

पृष्ठ 86