सियासत नामा निजाम मुल्क
سياست نامه أو سير الملوك
अन्वेषक
يوسف حسين بكار
प्रकाशक
دار الثقافة - قطر
संस्करण संख्या
الثانية، 1407
शैलियों
ويحد من سلطة اللائقين والمتسللين ويحيلهم إلى أعمالهم وحرفهم ويمحو كفرة النعم من على وجه الأرض ويؤازر أنصار الدين وأعداء الظلم ويقمع البدع والأهواء بإذن الله وحسن توفيقه وتذكر الان نماذج لغيض من فيض ما قد يقع من أحداث لتكون أدلة على خروج الأمور عن أصولها وقواعدها وليتأملها سلطان العالم خلد الله ملكه في كل مايصدر من أوامر وأحكام إن شاء الله
فمن الأمور التي أبقى عليها الملوك في مختلف الأعصر إكرام أبناء الملوك وعدم تركهم نهبا للضياع والحرمان إذ جعلوا لهم ما يحتاجون إليه لكفاف عيشهم حتى تظل بيوتاتهم على ما كنت عليه من قبل وجعلوا للسادة والعظماء والمستحقين والعلماء والعلويين والمصلحين والمستورين والغزاة والمرابطين في الثغور وأهل القران نصيبا من بيت المال حتى إن أحدا لم يبق محروما على عهدهم فكسبوا بذلك دعاء الناس لهم بالخير وثواب الدنيا والاخرة
أفعال خير الرشيد وزبيدة
يقال أن جماعة من المستحقين رفعوا إلى هارون الرشيد مظلمة فيها نحن عباد الله وأبناء هذا العصر بعضنا أهل قران وعلم وبعضنا أهل شرف ورفعة وبعضنا من لاباءهم حقوق على هذه الدولة لما قدموه لها من خدمات حميدة نافعة وقد عنينا نحن المشاق والأتعاب ايضا إننا مسلمون أنقياء لنا نصيب في بيت المال الذي في حوزتك لأنك خليفة الأرض وأمير المؤمنين ان يكن المال للعباد فأتفق علينا منه فنحن مؤمنون ومستحقون أما أنت حافظا للمال وخليفة فلا يصيبك منه أكثر من عشر وفي هذا كفافك في حين أنك تنفق الالاف يوميا على الشهوات والأرزاق والأطعمة ونحن لا نجد الخبز ومن عجب انه يظن أي الرشيد أن ما في بيت المال ماله ان يستقطع لنا نصيبنا فبها وإلا فسنلوذ به إلى الله متظلمين وملتمسين نزع بيت المال منه ووضعه في يد ذي شفقة ورحمة على المسلمين ممن يدخرون الذهب والنعم من أجل العباد لا العباد من أجلها لما قرأ الرشيد الرسالة تغير لونه ولم يجب عنها في يومه ذاك وعاد من البلاط إلى قصره الخاص قلقا مضطربا ولا رأت زبيدة الرشيد على غير عادته وطبعه سألته ماذا جرى لأمير المؤنين فقال لها لقد كتبوا إلي كذا وكذا لو لم يخوفوني بالله لعاقبتهم قال زبيدة لقد أحسنت في عدم إيذائك إياهم فقد ورثت الخلافة كابرا
पृष्ठ 183