138

सियासत नामा निजाम मुल्क

سياست نامه أو سير الملوك

अन्वेषक

يوسف حسين بكار

प्रकाशक

دار الثقافة - قطر

संस्करण संख्या

الثانية، 1407

ثم أمر الأمير بإيداع اخرين قبض عليهم بجرائم مختلفة السجن للبت في أمورهم والتثبت منها ونهض ومضى إلى حجرته ثم تفرق الناس وعاد الخادم إلى النديم وحدثه بكل ما رأى

وفي صباح اليوم التالي الباكر مضى الخادم إلى سراي أمير الحرس الكهل وجلس ينتظر فأخذ الناس وأعوانه يتوافدون واحدا تلو اخر حتى غص السراي بهم ولما طلعت الشمس وارتفعت في السماء خرج الأمير من حجرته وجلس للناس مقطب الحاجبين متهدل العينين وكأنه كان يقتل ملاكا طوال ليله ووقف أعوانه امامه ولم يكن يرد التحية على من يحييه وإذا ما اتفق ورد على أحدهم فكأنه في حنق عليه

وانقضت فترة ثم سأل أأحضر أحد فقيل له فتى قبض عليه سكران فاقد الوعي ليلة أمس قال إلي به فأتي به ولما وقعت عيناه عليه قال أهذا هو قالوا أجل قال كنت أبحث عنه منذ مدة طويلة انه ابن حرام مفسد شرير لص قاطع طريق عربيد لا يخشى الله مثير للفتنة ولا مثيل له ببغداد ينبغي ألا يكتفي بإقامة الحد عليه إنما يجب ضرب عنقه لم يكن له من عمل ليل نهار سوى مطاردة ابناء الناس يسيء إلى سمعة الصبيان حينا ويلطخ سمعة النساء حينا اخر ولم يكن يمر يوم دون أن يأتي إلي عشرة منهم يشكونه ويتذمرون من شره إنني لفي طلبه منذ وقت طويل لقد قال الأمير كثيرا من هذا حتى ان القتى رغب في أن يضربوا عنقه تخلصا من كام لسانه ثم أمر الأمير بإحضار بضعة سياط جيدة وقال ألقوه على الأرض وأجلسوا على رأسه ورجليه واجلدوه أربعين سوطا بنحو يعض فيه الأرض باسنانه

ولما كانوا يرغبون في إيداع الفتى السجن بعد جلده حضر ما يربو على خمسين رجلا من الوجهاء المعروفين فشهدوا له بالصلاح والستر والمروءة وكرم الضيافة وحسن السيرة والاعتقاد وتشفعوا له بالإفراج عنه بعد جلده على أن يقدم هدية أيضا تغير أن الأمير لم يحفظ لهم حرمة ولم يعرهم اهتماما وأودعه السجن فعادوا وهم عليه ساخطون حاقدون والناس يدعون عليه ويلعنونه ونهض وصار إلى حجرته وعاد الخادم النديم فأطلع سيده على كل ما جرى

पृष्ठ 180