يباين المخدوم وَالْخَادِم والرئيس والمرؤوس
وَاجِب السَّيِّد نَحْو الخدم
فَيَنْبَغِي لَك أَن تحمد الله ﷿ على مَا سخر لَك مِنْهُم وَمَا كَفاك وَأَن تحوطهم وَلَا تقصيهم وتتفقدهم وَلَا تهملهم وترفق بهم وَلَا تحرجهم فَإِنَّهُم بشر يمسهم من الكلال واللغوب وَمن السَّآمَة والفتور مَا يمس الْبشر وَتَدْعُوهُمْ دواعي حاجاتهم وإرادات أجسامهم إِلَى مَا فِي طباع الْبشر إِرَادَته وَالْحَاجة إِلَيْهِ
طَرِيق اتِّخَاذ الخدم
وَطَرِيق اتِّخَاذ الخدم أَن لَا يتَّخذ الْإِنْسَان خَادِمًا إِلَّا بعد الْمعرفَة والاختبار لَهُ وَإِلَّا بعد سبره وامتحانه فَإِن لم تستطع ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تعْمل فِيهِ التَّقْدِير والفراسة والحدس والتوسم وَأَن تضرب عَن الصُّور المتفاوتة والخلق المضطربة فَإِن الْأَخْلَاق تَابِعَة لِلْخلقِ وَمن أَمْثَال الْفرس أحسن مَا فِي الذميم وَجهه وَإِن تجانب ذَوي العاهات كالعوران والعرجان والبرصان وَنَحْوهم
وَأَن لَا تثق مِنْهُم بِذِي الْكيس الْكثير والدهاء الْبَين فَإِنَّهُ لَا يعرى من الخب وَلَا يسلم من الْمَكْر ويؤثر الْيَسِير من الْعقل وَالْحيَاء على كثير من الشهامة والخفة
1 / 108