بَاب فِي سياسة الرجل خدمه
الْحَاجة إِلَى الخدم
إِن سَبِيل سياسة الخدم والقوام من الْإِنْسَان سَبِيل الْجَوَارِح من الْجَسَد
وكما أَن قوما قَالُوا حَاجِب الرجل وَجهه وكاتبه قلمه وَرَسُوله لِسَانه كَذَلِك نقُول إِن حفدة الرجل يَده وَرجله لِأَن من كَفاك التعاطي بِيَدِك فقد قَامَ عنْدك مقَامهَا وَمن كَفاك السَّعْي برجلك فقد نَاب عَنْك منابها وَمن حفظ لَك مَا تحفظه عَيْنك فقد كَفاك كفايتها
فغناء الخدم عَنْك أَيهَا الْإِنْسَان كثير ونفع القوام إياك جزيل ولولاهم لأرتج دُونك بَاب من الرَّاحَة كَبِير ولأنسد عَنْك طَرِيق من النِّعْمَة مهيع ولاضطررت إِلَى مُوَاصلَة الْقيام وَالْقعُود وَإِلَى مواترة الأقبال والأدبار وَفِي ذَلِك اتعاب الْجَسَد وَهُوَ يعد من إمارات الخفة وَدَلَائِل النزق وسبل المهانة والضعة وَفِيه سُقُوط الهيبه وَذَهَاب الرزانة والركانة وَبطلَان الأبهة وَطرح السمت وَالْوَقار وبثبات هَذِه الْخِصَال
1 / 107