206

सिर्र मकतूम

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

प्रकाशक

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

प्रकाशक स्थान

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

ويصل رحمَه، ويكفّ به وجهَه» (١) .
ولذلك يروى -كما أخرجه أحمد وابن منيع في «مسنديهما» - من حديث عمرو بن العاصي ﵁، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عمرو نعمّا بالمال الصالح للمرء الصالح» -وفي لفظ: «نعم المال الصالح للرجل الصالح» (٢) .
وأخرج الديلمي عن جابر ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «نعم العون على تقوى الله المال» (٣) .
وعند الطبراني في «الأوسط» عن ابن عباس ﵄ قال: «قيل يا رسول الله من السيد؟ قال: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ﵈، قالوا: فما في أمتك من سيد؟ قال: بلى، رجل أعطي مالًا حلالًا، ورزق سماحة، وأدنى الفقير، وقلّت شكاته في الناس» (٤) .
فمن تكون الدنيا في يديه ويؤدِّي الحقوقَ منها، ويتطوَّع بالأمور المستحبة فيها، ولم تكن عائقة له عن الوصول إلى الله تعالى، ولا لها في قلبه مزيَّة، ولا يفخر بها خصوصًا على من دونه، يكون ذلك زيادة له في الخير.
وكم من غنيٍّ مُتَّصفٍ بذلك وأزيد منه مثل سليمان ﵇، وعثمان ابن عفّان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة الفياض أحد العشرةِ ﵃.
بل قد حُملت خزائنُ الأرض إلى رسول الله ﷺ وإلى صاحبيه أبي بكرٍ وعمرَ ﵄، فأخذوها ووضعوها في مواضعها، وما هربوا منها لكونهم قد استوى عندهم الماء والمال، والذهب والحجر، كما عُرف من سيَرهم وأحوالِهم (٥) .

(١) مضى تخريجه (ص ٨٤) .
(٢) مضى تخريجه (ص ٨٤) .
(٣) مضى تخريجه (ص ٨٥) .
(٤) مضى تخريجه (ص ٨٦) .
(٥) هذا الكلام منقول عن الغزالي في «الإحياء» (٤/٢٠٤- ط. دار إحياء الكتب العربية) .

1 / 219