174

सिर्र मकतूम

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

प्रकाशक

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

प्रकाशक स्थान

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رقم ١٠٣٧٤)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (ص ٣٢٨) من حديث أبي هريرة ﵁، وهو كما قال أبو نعيم على إثره: «غريب من حديث مكحول، لا أعلم له راويًا عنه إلا الحجاج» . قلت: الحجاج هو ابن فُرافِصة، صدوق عابد يهم، والراوي عنه محمد بن صبيح بن السّماك الواعظ، قال ابن نمير: صدوق، وقال مرة: ليس حديثه بشيء، كذا في «الميزان» (٣/٥٨٤) . ومكحول لم يسمع أبا هريرة، فهو منقطع. وعزاه العراقي في «تخريج الإحياء» (٥/٤١٤- مع «إتحاف السادة») إلى أبي الشيخ في «الثواب» -أيضًا- وضعفه، ولم يعزه في «كنز العمال» (٤/١٣ رقم ٩٢٥٥) إلا لأبي نعيم في «الحلية» ! وأخرج الديلمي والخطيب في «تاريخ بغداد» (٨/٦٨) من حديث أبي هريرة رفعه: «من طلب مكسبة من باب الحلال، يكفّ بها وجهه عن مسألة الناس وولده وعياله، جاء يوم القيامة مع النبيين والصديقين» هكذا -وأشار بأصبعه السبابة والوسطى-. وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أبو مقاتل حفص بن سلم الفزاري واهٍ بمرة، وكذّبه وكيع بن الجراح. وضعّفه العراقي في «تخريج الإحياء» (٢/٨٩)، وعزاه السيوطي في «الجامع الكبير» (١/٧٩٩) إلى الخطيب والديلمي فقط، وكذا في «إتحاف السادة المتقين» (٥/٤١٤) . وانظر: «زوائد تاريخ بغداد» (٦/٢٦٩- ٢٧٠) . وأما الحديث الأول، فقد ظفرتُ به عند الخطابي: أورده في «شأن الدعاء» (ص ١٩٤) -دون إسناد- هكذا: «اللهم إني أعوذ بك من فقرٍ مُربٍّ أو مُلبٍّ» . وقال: «المُلِبُّ: المُقْعِدُ المُلْزِق بالأرض. يقال: أَرَبَّ بالمكان، وأَلَبَّ به، إذا أقام، وهذا كقول الناس: قد لَزِق فلان بالتراب، إذا افتقر. قلت: وليس هذا بخلاف» . ونحوه في «النهاية» (٢/١٨١) لابن الأثير (مادة: ربب)، وأورد الحديث هكذا: «اللهم إني أعوذ بك من غنى مبطر، وفقر مُرِبٍّ» . أو قال: «مُلبٍّ» . وهناك أدلة مبسوطة عند من فضّل (الغنى) عدا ما ذكره أبو الحسين، ونجمل ذلك بقولنا: وقد احتج من فضل الغنى بعدد من الآيات الكريمة منها قوله -تعالى-: ﴿وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ﴾ [النساء: ٣٢]، وقوله -سبحانه-: ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ [الضحى: ٨]، وقوله -جل من قائل-: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ [البقرة: ٢٦٨]، وقوله ﷾: ﴿تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ [التوبة: ٩٢]، فهذه الآيات تبين أن الغنى فضل من الله ونعمة، ووسيلة للإنفاق في سبيل الله، وأن الفقر من الشيطان. وليس هذا فقط، فقد سمى الله المال خيرًا في =

1 / 185