باب في الفراسة
يا إسكندر لما كان علم الفراسة من العلوم النظرية الفكرية التي يلزمك علمه وتفرسه لكثرة ضرورتك إلى الناس وتصرفهم بين يديك فأثبت لك في هذا الفصل من دلائل الفراسة ما صح على الأيام علمه وأيدت التجربة مع مر الزمان حقيقته. قد علمت يا إسكندر أن الرحم للجنين بمنزلة القدر للطبيخ والأمزجة مختلفة بحسب الخلق والطبائع متضادة على قدر التركيب فاعلم أن البياض الصادق مع الزرقة والشقرة الكثيرة دليل على القحة والخيانة والفسق وخفة العقل وحسبك الصقلب عليه من هذه الخلقة وما جميعهم عليه من السفه والغدر فتحفظ من كل أشقر أزرق فإن استضاف إلى ذلك أن يكون واسعة الجبهة ضيق الذقن أوجن أزعر كثير شعر الرأس فتحفظ منه جدا تحفظك من الأفاعي.
पृष्ठ 29