بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله تعالى على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
पृष्ठ 1
أما بعد أصلح الله أمير المؤمنين، وأيده على حماية الدين، وأبقاه لرعاية المسلمين . فان عبده امتثل أمر المولى الجليل ما حده من البحث عن <كتاب السياسة> فى تدبير الرياسة <المعروف بسر> الأسرار الذى ألفه الفيلسوف الفاضل أرسطاطاليس ابن نيقوماخش لتلميذه الملك الأعظم الإسكندر ذى القرنين بن فلبس الفلوذى - حين كبر سنه B وضعفت قوته عن الغزو معه والتصرف له.
وكان الإسكندر قد استوزره واصطفاه، لما كان عليه من صحة الرأى واتساع العلم وثقوب الفهم، وتفرده بالخلال السنية والسياسة المرياضية والعلوم الإلهية العلوية مع التمسان {{تمسك}} بالورع والتقى والتواضع وحب العدل وايثار الصدق، ولهذا عده كثير من العلماء فى عديد الأنبياء الذين لم ينزل عليهم كتاب.
पृष्ठ 2
ولقد اتى فى تاريخ اليونانيين أن الله أوحى إليه: "إنى إلى أن أسميك ملكا أقرب من أن أسميك إنسانا". وله حكمية يطول ذكرها. واختلف فى موته : فقالت طايفة أنه مات موته وله قبر معروف، وقالت طآيفة اخرى إنه ارتفع إلى السمآء فى عمود من نور. فبلغ الاسكندر - بحسن رأيه واتباع أمره - إلى ما شهر عنه من الاستظهار على المدن والأمصار وتملكه لجميع الممالك فى أقطار A الأرض والمسالك طولا وعرضا ودانت له الأمم عربا وعجما حتى ملك الدنيا باجمعها وكل ذلك بسياسة ارسطاطاليس له وتدبير امره ولم يعص له الأسكندر له قولا ولأخالف له رايا.
وله إليه رسآئل سياسية ألفت على محبتها القلوب وبلغنه باتشاله غاية المحبوب. فمنها: رسالته التى جاوب بها الاسكندر. وذلك أنه لما فتتح ارض فارس وتملك عظمآءها خاطب ارسطاطاليس يقول له: "أيها المعلم الفاضل، والوزير الناصح العادل أعلمك أنى وجدت اناسابأرض فارس لهم عقول راجحة وأفهام ثاقبة وتراس على الممالك وعميان للمالك متوقع اشالهم على المملكة وقد عزمت على قتل جميعهم - فرأيك فى ذلك".
فجاوبه أرسطاطاليس: يا إسكندر إن كنت عارفا على قتل جميعهم وقادرا على ذلك بتملكك اياهم ، فلست قادرا على قتل بلدهم ولا تغيير هوائهم ومائهم .
पृष्ठ 2
فاملكهم بالاحسان اليهم والمبرة لهم - تظفر بالمحبة منهم . فإن طلبك ذلك باحسانك اليهم ادومبقآء منه باعتسانك عليهم واعلم انك لا تملك إلا بدان فتحطها الى القلوب إلا بصدق والمعروف واعلم ان الرعية إذا قدرت ان تقول قدرت ان تفعل فاجهد ان لا تقول تسلم من ان تفعل وسلام!. فبلغ الاسكندر جوابه فامتثله وعمل بما حده. فكانت الفرس أطوع أمة دانت له.
قال ابن البطريق الترجمان: فلم أدع هيكلا من الهياكل التى أودعت الحكمآ فيها أسرارها إلا أتيته ، ولا عظيما من عظماء الرهبان الذين عرفو بمعرفتها وظننت مطلوبى عنده إلا قصدته - حتى وصلت الى هيكل عبد الشمس الذى كان بناه هرمس الأكبر لنفسه ؛ فظفرت فيه بناسك مترهب ذى علم بارع وفهم ثاقب فتلطفت له بانواع التلطف واستنزلته وأعملت الحيلة عليه حتي أباح لى مصاحف الهيكل A المودعة فيه
पृष्ठ 3
فوجدت فى جملتها المطلوب الذى امر امير المؤمنين بطلبه مكتوبا بالذهب فرجعت الى الحضرة المنصورة ظافرا بالمراد وشرعت - بعون الله وسعد أمير المومنين وجده فى ترجمته ونقله من اللسان اليونانى الى اللسان الرومى ، ثم من اللسان الرومى الى اللسان العربى. رلا حول ولا قوة الا بلله العلى العظيم.
وكان أول ما رأيته فيه جواب الفيلسوف أرسطاطاليس الى الملك الاسكندر:
पृष्ठ 3
وقفت أيها الابن البن النبيل والملك العدل الجليل - أرشدك الله إلى سبيل الهدى ، وعصمك عن الزيغ الهوى ، ووفقك لحيارة الآخرة والأولى - على كتابك الذى تذكر فيه ما داخلك من الاشفاق لتخلفى عنك وقعودى عن حضور مشهدك. ورغبتك فى أن أقيم لك قانونا تجعله لجميع تدبيرك ميزانا تقيمه مقامى وينوب فى جميع أمورك منابى. على أنك قد علمت أن قعودى B عنك لم يكن لزهد فيك ، ولا كان إلا لكبر سنى وضعف جسمي.
وبعد! فأن الذى سألته من ذلك الأمر لا تحمله الصدور الحية فضلا عن القراطيس الميتة. لكن الذى حقولك على بسؤلك لزمنى إسعافك، كإنه يجب لك أن لا تكلفنى إذاعة هذا السر أكثر مما أودعته هذا الكتاب، إذا بلغت فيه الى حد أرجو أن لا يكون بينك وبيني حجاب لما جبلك الله عليه من الفهم، ومنحك من نور العلم. فتدبر رموزه بما تقدم من توقيفى لك عليه وارشادى اليه - يسلس لك القياد ويمكنك من ذلك المراد، إن شاء الله تعالى.
पृष्ठ 4
وإنما رمزت لك الأسرار المحظورة وعورت [?] لك المعانى المكتومة لئلا يقع كتابنا هذا بأيدى جور مفتسدين [?] وفراعنة متجبرين فيطلعون على ما لم يجعلهم الله أهلا لعلمه ولا ارتضاهم لفهمه، فيكون قد خترت العهد الذى أخذ على ، وفضحت سرا أظهره الله إلى، A وأنا أعهد إليك فى حفظه كما عهد إلى. فمن أذا عى سره فهو غير آمن من سوء عاقبة معجلة. والله يعصمك وإيانا برحمته.
وبعد! فانى أذكرك قبل كل شىء بما لم ازل اجعله ريحانة أنسك: من أنه لا بد لكل ملك من وردين {{مددين}} يخصه أحدهما وهو قوى نفوس: تقوى بها نفسه ولا يتم له ذلك إلا باجتماعها، فان باجتماعا يقوى الرئيس على المرءوس، وأنا أوضح العلة التى توجب اجتماعها للرئيس. والعلة فى ذلك علتان: ظاهرة وباطنة قد أوقفتك على الظاهر منها، وهو أن تسوسهم وتعينهم، وذلك مجموع فى المال مع بسياسة سيأتى ذكرها فى موضعه. والمال هو المدد الثانى لمدد النفوس فى العمل، وهو السابق فى الرتبة. وله علتان: ظاهرة وباطنة. فالعلة الظاهرة هو ما تجمعه الرعية ببسط العدل فيها. والعلة الباطنة هو سر الأولياء الفضلاء الذين ارتضاهم B الله -جل و عز - له وأودعهم علمه.
पृष्ठ 4
وأنا أودع لك هذا السر المكنون مع غيره فى فصول من هذا الكتاب ظاهره حكمة ووصية، وباطنها هى البغية. فاذا تدبرت معانيها وتفهمت رموزها، نلت بها غاية أمانيك وأقصى أراجيك؛ فكن بها سعيدا. وفقك الله لفهم العلم وتفضيل أهله.
ويمنه وكتابى هذا ثمان مقالات:
فالمقالة الأولى: فى أصناف الملوك؛
المقالة الثانية: فى حال الملك وهيئته وكيف يجب أن يكون مأخذه فى نفسه، وفى جميع أحواله وتدابيره؛
المقالة الثالثة: فى صورة العدل الذى به يكمل الملك وتساس الخاصة والعامة به؛
المقالة الرابعة: فى وزرائه وكتابه والناظرين في رعيته وجنده ووجه سياستهم ؛
पृष्ठ 5
المقالة الخامسة: فى سفرآئه ورسله وهيئاتهم ووجه السياسة فى بعثهم؛ A # والمقالة السادسة: فى سياسة قواده والأكابر والأساورة من أجناده ومن دونهم على اختلا فطبقاتهم؛
المقالة السابعة: فى سياسة الحروب وصورة مكايدها والتحفظ من عواقبها وترتيب لقاء الجيوش، والأوقات المختارة لذلك، وفى وقت تدبيره وعقد تدبيره وعقد الويته ووقت خروجه، وحركته؛
المقالة الثامنة: فى علوم خاصة واسرار ناموسية من الطلسمات واستمالة النفوس، وخواص الأحجار والنبات والحيوان ما تدفع برالسموم تغنى عن طبيب وغير ذلك مما ينتفع به فيما قدمناه - إن شآء الله تعالى وهو المستعان لا رب غيره .
المقالة الأولى في أصناف الملوك:
الملوك أربعة، ملك سخي على نفسه وسخي على رعيته وملك لئيم على نفسه لئيم على رعيته، وملك سخي على نفسه لئيم على رعيته، وملك لئيم على نفسه {و} سخي على B رعيته،
पृष्ठ 5
فأما الروم، فقالت لا عيب على الملك إذا كان لئيما على نفسه سخيا على رعيته، وقالت الهند، اللئوم على نفسه وعلى رعيته صواب، وقالت الفرس السخآء على نفسه وعلى رعيته صواب واجمع الكل منهم أن السخآء على نفسه مع اللئوم على رعيته عيب وفساد على الملك وقد وجب علينا إذا نصبنا أنفسنا للبحث أن بنين ما السخآء وما اللئوم وما الإفراط السخآء وما الآفة التي يكون في تقصيره وقد يظهر أن الكيفيات تعاب إذا ظهرت من الحاشيتين جميعا وأن ما بين الحاشيتين من الاعتدال لا يلزمه ذمه وأن تدبير السخآء صعب تدبير اللئوم سهل وحد {وهذا} سخاء ما يحتاج إليه عند الحاجة وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة فمن جاوز هذا فقد افرط وخرج عن حد السخآء إلى التبذير وذلك أن من بذل A # مالا يحتاج إليه كان غير محمود عليه ومن بذل في غير وقته كان كالهارق المآء المر على شاطئ البحر ومن بذل ما يحتاج إلى مالا يحتاج إليه وكان ذلك على غير استحقاق كان كالمقوي عدوه على نفسه فكل ملك يبذل ما يحتاج إليه في وقت الحاجة اليه ويوصل ذلك إلى المستحقين به فهو سخي على نفسه وعلى رعيته مصيب في فصله سياس لا مره هذا الذي سمته الاوآيل سخيا كريما لا الذي يبذل المواههب ويعطي الرغايب من لا يستحقها فذلك المبذ رالمفسد لاموال المملكة والبخل بالجملة الى اسم لا يليق بالملوك ولا يقترن بالمملكة ومتى كان في جبله ملك من الملوك فواجب عليه شطايا مملكته إلى ثقة يرتضيه من خاصته ممن يمسك عليه يا اسكندر أنا أقول لك أي ملك تجاوز في السعة ما ليس فيه تقصير عن المبالغة في تبذير وكلف مملكته ما لا تطيق فقد هلك واهلك كاانى أقول B لك يا اسكندر وقديما لم ازل أقول لك إن السخآء والكرم وبقاء الملك انما هو الإمساك عما في ايدي الناس والكف عن اموهلهم.
ولقد رأيت لهرمس وصايا في بعض وصاياه أن من المروة التامة للملك ورجاحة عقله وتمام ملكه ودوام ناموسه أن يكف عن أموال الناس. فقامت الجماعات عليهم فباد ملكهم وهذا أمر لازم لأن المال هو علة البقآء للنفس الحيوانية فهو حزء منها ولا بقآء للنفس بفساد الجزء وحسن السخآء والكرم ترك التجني والبحث عن بواطن العيوب والإمساك عن ذكر المواهب كما ان تمام الفضايل الصفح عن التوبيخ وإكرام الكريم والبشر عند اللقآء ورد التحية والتفافل عن خطأ الجاهل يا إسكندر قد بنيت لك ما لم أزل أبينه وقد تقرر من هذا في نفسك ما أرجو أن يكون بامتثالك له فوزك. ...
... إلا إني أقول لك حكمة مختصرة ولو لم أقل لك غيرها لكانت كافية في جميع سياسات A الدنيا والآخرة،
पृष्ठ 7
يا إسكندر!، العقل رأس التدبير وهو صلاح النفس ومرآة العيوب وبه تزل المكروهات وتعز البحموبات وهو أصل المفاخر ورأس الممدوحات، فأول آلة العقل الميل إلى الذكر وأنه لمى مال إليه من طريقه سبب مرغوب فيه ولمن مال إليه من غير طريقه سبب مكروه مذموم فالذكر هو المطلوب والرياسة ليست تراد لنفسها وإنما تراد للذكر، فأول منازع العقل الذكر، والرياسة ينتج حب الذكر، فإن طلبت على غير وجهها انتجت الحسد، والحسد ينتج الكذب ، والكذب هو أصل المذمومات ونتيجة الكذب النميمة والنميمة تنتج البغضآء، والبغضآء تنتج الجور والجور ينتج التصارم والتصارم ينتج الحقد والحقد ينتج المنازعة والمنازعة ينتج العداوة والعداوة تنتج المحاربة. والمحاربة تنقض السنة وتفنى العمارة؛ وذلك يؤول إلى مخالفة الطبيعة، و مخالفة الطبيعة فساد الأمر كله.
पृष्ठ 7
وإذا نازع B حب الرياسة العقل من جهتها ينتج الصدق والصدق ينتج الورع والصدق أصل الممدوحات وهو ضد الكذب ونتيجة التقى والعدل. ونتيجة العدل الألفة ونتيجة الألفة الكرم والكرم نتيجة المؤانسة، والمؤانسة تنتج الصداقة والصداقة تنتج البذل والمحاماة، وفي ذلك مما أقام السنة وعمر الدين وذلك موافق للطيبع. فقد ظهر أن طلب الرياسة من وجهها محمود باق.
المقالة الثانية في حال الملك وهيبته وكيف يجب أن يكون مأخذه في نفسه
أن أول ما يجب على الملك لنفسه أن يختص باسم علم مشهور يعرب به عنه، ويخاطب به ليشف به على من سواه، وذلك أنه علم يشار إليه ويقصد نحوه. يا إسكندر! أي ملك أخدم ملكه دينه فهو مستحق الرياسة وأي ملك جعل دينه خادما ملكه فهو مستحق بناموسه، ومن استخف بالناموس قتله.
पृष्ठ 8
وأنا أقول لك يا إسكندر وطالما قا A المتفلسفون المطهرون الذين حذو ناحذوهم أن أول ما يجب على الملك أن يأخذ نفسه برعاية جميع حدود ديانته كلها من غير تضييع لشيء من أوامرها ونواهيها وأن يظهر للعامة التقشف مع اعتقاد لذلك لأنه متى أظهره خلاف ما يضمر لم تجمل حليته إذ لا تخفى على الأنام سريرته وأن لا يرضى بشيء من ترك واجباتها ولو جر ذلك المال الجسيم، فإن بهذا يرضى باربه ويتحبب إلى عباده ومما يقترن بها تعظيم من تدو راعبآء الملة عليهم كالقضآة والفقهآء والأئمة، ثم يكون عظيم الهمة من غير جبروت واسع الفكرة جيد البحث متطلعا إلى العواقب رؤوفا رحيما إذا غضب لم ينفذ غضبه من غير رويه، وإذا تحركت الشهوة فيه ردها بعقله وملك نفسه، وإذا وافق الصواب أنفذه غير لجوج ولا وقح ولا متهاون
وكذلك يتزين لهم بزينة حسنة وكسوة شاذة تروق العيون تميز بها ممن سواه، ويجب أن يكون عذب B اللغة فصيح اللسان جهير الصوت،
पृष्ठ 8
وذلك أن جهارة الصوت مهابة له في وقت الزجر ويقلل الكلام بالجهارة إلا عند الضرورة وفي الندرة لئلا يكثر على الاسماع فتسكن النفوس إليه، وكذلك يقلل من مباشرة الناس ويخفف من مجالستهم ولاسيما العامة، فما أحسن مذاهب الهند في تدبير ملوكهم حيث قالوا أن ظهور الملك للعامة يجترئ عليه ويجب أن لا يظهر لهم إلا على البعد وفي خلال المواكب وحملة السلاح، فإذا كان في فصل جعل من فصولهم مرة في العام، ظهر للناس كافة، ويقوم بين يديه من فصحاء وزرآؤه من يخطب خطبة يشكر الله جل وعلا فيها ويحمده على طاعتهم له ويخاطبهم بالرضا عنهم وحسن الرأي فيهم ويرغبهم في الطاعة ويحذرهم المعصية ثم يتصفح رقاعهم ويقضى حوائجهم ويكثر منحهم ويعفوا عن مذنبهم ويريهم الإسعاف لكبيرهم وصغيرهم.
पृष्ठ 9
فإنما ذلك A مرة واحدة في العام ويخفف على نفسه ما يتحامل لهم فيه ويتجافى عنه فيجل وقع هذا في نفوسهم ويعظم سرورهم به وتتشرب لذلك قلوبهم ويتحدثون بذلك عند أهليهم وبينهم فينشأ الطفل منهم على طاعته وتحببه ويسر نسآؤهم بما يسر به رجالهم فيحسن ذكره في السر والجهر ويأمن بهذا قيام الجماعات عليه ومداخلة المفسدين لهم ولا يطمع طامع في تعبير {{تغير}} شيء من رياسته
पृष्ठ 9
وكذلك يجب أن يحط عنهم كل خراج يسير إليه من طريقهم ولا سيما من يرد حضرته من التجار وجالبي البضائع، فإن بالكف عن أموالهم وأنصافه يكثر ترددهم وتعظم فائدة بلاده من أنواع المتاجر والنعائم، وهذا سبب لعمارة بلاده وزيادة خراجه وجمال حاله والظهور على أعدآئه، فازهد بقليل تظفر بكثير. ولا تمل إلى ما يبيد وفقده قريب، واطلب الغنا {{غنى}} الذي لا يفنى والملك الذي لا يزول والبقاء الذي لا يضمحل وكن طيب الذكر نعم الخبر B # ولا تمل إلى أخلاق الدواب والسباع في استلاب ما وجدته ومطالبة مالم تفقده وإياك ومتابعة الشهوات من الأكل والشرب والنكاح والنوم. يا إسكندر، لا تمل الى النكاح ، فإنه من طباع الخنازير فما الفخر في شيء الدواب أكثر فيه منك، وهو يهلك الجسم ويضني البدن وينقص العمر ويبسط النساء عليك.
يا إسكندر، لأجل خاصة أصحابك ووجوه رجالك من المواكلة معهم والمؤانسة بهم، ولا تكثر من ذلك ويكون مرتين أو ثلاثة في العام، ومما يجب أن تستعمله اذ ذاك معهم ترفيع من يجب ترفيعه وإنزالهم مراتبهم، ومن التحبب إليهم الثناء عليهم في وجوههم وقصدهم بالبر والتحية واحدا واحدا، وخلع الكسوات على من أمكن منهم وإن كان مما يخلعه الملك على نفسه كان أتم في المنحة ثم لا يزال تفعل ذلك بمن بقي منهم في غير تلك المرة حتى تأتي على آخرهم.
पृष्ठ 10
ومما يجب على الملك A أن يلتزمه كثرة الوقار وقلة الضحك فإن كثرت الضحك تذهب الهيبة وتعجل بالهرم وأن يلتزم جميع من بحضرته الوقار وإظهار الخشية وأنه متى ظهر من أحد استخفاف، عوقب عليه وأن كان ممن تطلف محله كانت عقوبته الإقصاءه عن المجلس زمانا حتى ينتهي عن استخفافه وإن صح عن أحد أنه بعد ذلك عن قصد الاستخفاف والمحطة، أبعد إبعادا طويلا بعد العقوبة وإن كان من الجند وحملة السلاح، كانت عقوبته قتله وفي كتاب للهند ما بين أن يملك الملك رعيته أو تملكه الأحزم أو توان فصل الأسفلابيوس قال خير السلاطين من أشبه النسر حول الجيف لا من أشبه الجيفة حولها النسور.
يا إسكندر! طاعة السلطان لا تكون إلا بأربعة وجوه، وهي الديانة والمحبة والرغبة والرهبة وبها حسم العلل عن الناس ورفع المظالم.
पृष्ठ 10
ولا تحوج B إلى القول، فإن الرعية إذا قدرت أن تقول قدرت أن تفعل فأجهد لا تقول تسلم من أن تفعل والسلام، واعلم أن الهيبة والعدل والإحسان تمام بهجة الملك ومن كتاب الهند لتكن هيبتك في النفوس امضى من سلاحك في المهج، فإنما مثل السلطان مثل الغيث الذي هو سقى الله وبركة سمآئه وحياة أرضه وقد يتأذى به السفر ويتداعى به البنيان وتنزل به الصواعق وتدر السيول، فيهلك فيها الناس والدواب ويموج البحر فتشد البلية منه على أهله فلا يمنع الناس ذلك إذا نظروا إلى أثر رحمة الله التي أحيا بها النبات وأخرج الرزق ونشربها الرحمة وبلغ غير ذلك من البلايا التي حلت به، يا إسكندر، تفقد أمر الضعفاء جهاتك وواسهم عند المسغبة من بيت المال، فإن في رفع الحاحهم عن المسألة حرز للناس وتسكين للنفوس مع إرضآء الخالق.
पृष्ठ 11
يا إسكندر، استكثر A من إدخار الحبوب حذرا من السنين الجدبة وإذا كانت سنة جدبة، فأخرج ما أعددته من ذلك ورمز بلادك وبع من رعيتك ففي هذا تسكين كل فساد وبقآء للرياسة والعامة. يا إسكندر، تفقد أمرك يصلح لك فعلك، ومن حسن التدبير أن يأمن أهل الورع والسلامة خوف عقوبتك ويوطن أهل الريبة والرعاة أنفسهم على نفوذ نعمتك حتى يتخيلوا في خلواتهم أن لك عيونا على صنائعهم.
يا إسكندر، أؤكد أمر أوصيك به فبامتثاله يصح أمرك ويدوم ملكك وهو التعفف عن الدماء، فإنها عقوبة انفرد بها الخالق العارف بالسرائر وأنت أنما تقدم في ذلك على شبهة ليست تعلم باطنها فتحفظ من هذا جهدك فقد صح عن هرمس الأكبر أنه قال أن المخلوق إذا قتل مخلوقا مثله ضجت الملائكة السموات إلى باريها ينادون {...} عبدك فلان بك،
पृष्ठ 11
فإن كان قتله B في قصاص، قال الله جل ثناؤه قتل فقتل وإن كان قتل لبغي أهل الدنيا أو ظن كذب، قال الله عز وجل "وعزتي وجلالي أن هدرت دم عبدي فلا تزال الملائكة تدعوا عليه عند كل تسبيح واستغفار حتى يؤخذ بدمه، فإن مات حتف أنفه فذلك غضب الله عليه لأنه من المخلدين في عقابه وعذابه.
يا إسكندر، لك في سائر العقوبات كفاية من السجن الطويل والأدب الأليم ولست لمعرف ذلك فامتثل في حدودك وعقابك صحف ابآئك الإلهية يقترن الصواب بفعلك. يا إسكندر، عامل ضعيف أعدائك على أنه في الدرجة العليآء من القوة ولا تحقر صغيرا من ذلك، فرب صغير حقير عاد كبيرا ببعد علاجه حتى عظم دآؤه. يا إسكندر، تحفظ من نكث أيمانك واختر عهودك، فإنها شعبة قوية من ديانتك.
पृष्ठ 12