सिरात रसूल अल्लाह
سيرة رسول الله
शैलियों
ولحكمة بالغة ربما كانت آخر ساعة من حياة الرسول (ص) مع الكثير من المؤمنين من أصحابه لان يرشدهم إلى أن عليا هو مرجعهم الفكري والاجتماعي بعده دون سواه ، لأنها تكاد تكون ساعة وداع ، ومثل تلك الساعة غالبا ما تكون ذات عاطفة ونكهة خاصة ، بحيث لا تنسى وقائعها عند البشر ، فربما ينسى الناس هذا الأمر ، لو أن الرسول (ص) قد بلغهم به قبل سنوات ، أو يفقد حرارته ، ولكنه (ص) وبأمر من الله تعالى جعله آخر ما عهد للناس به ، إذ ربطه بعبارات الوداع لكي يثبت في وجدان الامة ، ويكون حيا في ذاكرتها .
فوقف رسول الله (ص) على رحال جمعت له حتى يراه جميع الناس ، ويسمعوه ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
« أيها الناس ! يوشك أن ادعى فاجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ، ونصحت فجزاك الله خيرا . فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟
قالوا : نشهد بذلك .
قال : اللهم اشهد .
ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
أيها الناس ! إني فرطكم وأنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي ، عن الثقلين كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الاكبر : كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله تعالى ، وطرفه
पृष्ठ 70