تراهم على الدهناء صرعى بجمعهم =نياما عند الثرى وهو خاضب لهم في الوغى فخرا إذا ما دعوا له =وفي السلم تغشى الناس منهم مواهب
إذا واعدوا وفوا وإذا أوعدوا عفوا =وإن سئلوا غنوا لمن هو طالب
مضوا لقضاء الله صرعى على الثرى =تخوض الدما منهم جياد شوارب
لقد نجرت بالمرهفات نحورهم =كما لجيوب قد نجرن الكواعب
وقد شربت طير الهواء دماءهم =وأجسامهم للوحش هن مآدب
وقد عمت الأخلاق منهم مآتم =ورزء عظيم لم يزل ومصائب
أولئك هم أهل الصياصي لذي الحجى =لهم في العلى فخر سما ومواهب
ألا إنهم كانوا صدور مجالس =صوتهم لوشك الحين بيد سباسب
أعد لهم ذو العرش ما أماوا به =لكل امرئ نجح لما فيه راغب
عليهم من الرحمن واسع رحمة =وخير جزاء أنه خير واهب
قال المعتصم بالله الفقير عبد الله بن خلفان بن قيصر يرثي الشيخ العالم خميس بن رويشد الصفي الوفي المحرفي، متعه الله بأمانه وجعله في حرزه وضمانه، ( من البحر الوافر ).
""
ألا يا عين جودي بالدموع =ولا تصغي إلى طيب الهجوع
ونوحي العالم الزاكي خميسا =عشية ما استقل من الربوع
فيالك من تقي لم يزل في =القرآن أو السجود أو الركوع
ولم يبرح على الأسفار يتلو =ولما يخشى من سغب وجوع
ولم يسأم لنسخ من كتاب =لآثار ولا نص من الشروع
وإن يجلس لوعظ بين قوم =قلوبهم تلين من الخشوع
إذا خاطبته خاطبت حبرا =عليما بالاصول وبالفروع
تغشاه الإله بحسن أمن =وعفو بين مختضر الجموع
إذا ما كان في النادي تراه =لعمر أبيك كالبدر الطلوع
إذا ما فاه يوما بين قوم =يذيب إذا لما تحت الضلوع
لقد غالته من أيدي المنايا =بنال صائبات في الرقوع
ففي دنياه عاش فتى قنوعا =وكل الخير في الرجل القنوع
أعد له الإله جنان خلد =بها من كل حوراء شموع
وقال المعتصم بربه الباري عبد الله بن خلفان بن قيصر الصحاري، راثيا ذوي التقوى والإيمان الشيخ مسعود بن رمضان، وسبب موته أنه تزوج أميرة صغيرة فسقته سما في شربة وقضى نحبه، فقال فيه ( الشعر الطويل ):
=""
पृष्ठ 45