أتاها النعاة على مثلها =وقد شاهدوها إذا عاطفة وهم جمرة القوم ما قيل فيهم =بيوم بنو خالد خائنة
ولكن قضى الله فيهم يدا =وقدرته في الملا كائنة
قال الراوي لهذه الأحوال المسطورة والحاكي لهذه الأقوال المأثورة:
ثم إن ناصر بن قطن جمع جنده مع أبناء محمد بن جفير ومن تابعه من البادية، وجعل يجد في السير قاصدا الباطنة للنهب والسلب والضرر ثم جهز مولانا الإمام جيشا وأمر فيه علي بن أحمد الوالي وعضده بمحمد بن صلت الريامي المصالي وعلي بن محمد الغبري وعنده أحمد بن بلحسن البوشري، وانتخب من القبائل كل سميع جرى، وهبطوا الباطنة وقدموا قرية لوى بجيشهم الكرار، حتى أقبل ناصر بن قطن بقومه وأناخ بالأسرار، فطلعت عليه ولاة الإمام ووقع بينهم المجال والصدام، ثم ركب منها بقومه إلى قرية مجيس، فركب الولاة نحوه ومعهم كل مقدام وريس، ثم ركب منها قاصدا بلاد الشمال، فسار الوالي علي بن أحمد ومن انتخبه من حجاجحة الأبطال، وقصدوه فورا على الجمال حتى لحقت بالقوم أول ذروة قوم الإمام بقوم ناصر بن قطن بجيشه على التمام، وكان أول من قدم من القوم أحمد بن بلحسن البوشري الجواد، ورجل من الرؤساء الأفاضل يقال له مراد، وابن عمه السميدع راشد بن حسام والبعض من الشراة خدام الإمام وكان جمهور ناصر بن قطن بوضع يقال له الخروس، فوقع القتال في المسلمين واخترام النفوس، وذلك لقلتهم وكثرة ضدهم، ولانقطاعهم عن أصحابهم في المسلمين، وكان ذلك القتل قبل تكامل جيش الإمام فقتلوا هنالك جميعا شهداء ولله الدوام.
فحين قدم شراة الإمام شاهدوا أولئك الصرعى ثاوين هناك يشرب نجيعهم الدفقا، وقال المعتصم بالله تعالى في ذلك شعرا من الطويل:
=""
ألا يا عين جودي بالدموع الذوارف =وشوبي الدما من دمعك المتواكف
ويا قلب ذب وجدا وكمدا على =فراق الكرام الفاضلين الأشارف
مراد بن نبهان وأحمد ذو التقى =كذا ابن حسان مع شراة أشارف
पृष्ठ 39