ثم توجهت فيه الإسلام لقصد فيه الظلام بقرية قريات، وللنصارى فيها حصن لصحة الأحاديث المرويات، وأناخ المسلمون فيها بجيشهم اللهام، وبنوا فيها حصنا لمولانا الإمام، وحاز المسلمون على أهلها وجميع الأموال بالتمام، وجعلوا في الحصن واليا ومعه بعض الشراة، وذلك مما قضاه الله في خلقه وأجراه، فافتتحت الولاة حصن قريات وصور، ودانت جميع القبائل لمولانا الإمام المنصور، فاحتوى سلك الإمام على جميع إقليم عمان من صور إلى الصير وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس وهو حسبنا ونعم النصير.
قال المصنف عبد الله بن خلفان بن قيصر شعرا من الوافر:
ألا يا قوم قوموا بالجهاد =بأسياف مجردة حداد
بعزم ثابت ويقين صادق =يفوز به امرئ يوم التنادي
جزاؤكم غدا جنات عدن =محلاة بأفكار حرادي
وحور في قصور عاليات =مزخرفة البنا لا بالجهادي
حصاها الدر والمنثور وأما =التراب بها فمن مسك وصادي
تفوق على البلاد ما حوت من =سرور مع حبور مستفاد
ولا لنعيمها شبه ووصف =ولو كانت معادة العماد
جنان قد حباها الله قوما =لها ثمر تناول بالأيادي
أعد إلهنا لكم ثوابا =يفوق لوفره قطر العوادي
هو الذخر الحريز ليوم حشر =ألذ هناك من ماء لصادي
قال الراوي لهذه الحالات الفاخرة والمقالات الزاهرة:
पृष्ठ 35