هنيئا بالسعادة والأمان =وبالسعد المنير من الزمان لقد عم الصلاح على البرايا =فلا في الناس مظلوما وعان
وذلك في ذرى أزكي إمام =على التقوى مقيم والبيان
إذا فهمت في مدحي إليه =تداركت القرائح بالمعاني
وإن فيه أحتجزت اللوح يوما =تسابقت القوافي في لساني
ولم أسطع لرسم من كلام =لكثرته يجود به جناني
لقد قمع الله الإله به المثاني =وآلات الملاهي والمغاني
وقد نسخ الضلال وكل بغي =بنص الآي والسبع المثاني
وقد خضعت له الرؤساء جميعا =أولوا الرتب الرفيعة والمباني
وقد ذلت لسطوته طغاة =وعم العدل في كل قاصي وداني
وكل مجاهد في الله حقا =لديه سوف يحظى بالجنان
يبوؤه إله العرش يوما =مبوأ صدق عند الأمان
أعد له الإله جنان خلد =وأمكنه مع الحور الحسان
عليه من لدنا كل حين =أجل التحية بل كل آن
وزينت الظنون لنحو سيف =لإبلاغ المطالب بالعيان
بنى حصنا له ببلاد سيت =ليملك بالظنون قرى عمان
أباد بناءه قدر قضاه =إله الخلق في قاص وداني
يدبر أمره في كل شيء =بحسب القصد مالله ثاني
قال الراوي لهذه السير المزبرات ولهذه العبر المحبرات:
ثم عزم الإمام على جمع الجحافل، من أعلى الأماكن والأسافل، قد غصت به الأندية والمحافل، وسار الإمام العادل العالم العامل بنفسه، والشيخ خميس بن سعيد إذ هو من أبناء جنسه، ونبراس ناديه المفضل ومقياس أنسه، قاصدين بلاد ينقل إذ هي في ملك ابن خير ناصر بن قطن، وذلك مما ظهر من الروايات وما بطن، فحصرها الإمام وافتتحها، وجعل فيها واليا من لدنه فأصلحها، ورجع منها مسرورا لقرية الرستاق، مؤيدا منصورا من الخلاق.
قال الراوي لهذه الأحوال المبدعات والأقوال المخترعات:
पृष्ठ 21