فقلت: لاعذر للقاضي مع استخفافه مع شهادة الصاحب بخطه.
فقال: صدقت لاعذر لي. ثم عادني من الغد في داري مع جميع أصحابه، وبالغ في التواضع فحضرته، فقرأت عليه الأخبار المودعة في المختصر فسمعتها بقراءته، وأمدني بأموال من عنده فرددتها، ولم أقبل شيئا منها وقلت: ماجئتك عافيا مستمنحا، فقد كان حضرة الصاحب أوفى حالا وأسهل منالا، ولم يكن هناك تقصير في لفظ، ولا تفريط في لحظ، ففارقته فشيعني مع أصحابه مسافة بعيدة، وتأسفوا على مفارقتي.
وصنف رحمه الله في الأصول: (النبوات) وهو كتاب حسن يدل على غزارة علمه في الأدب، ومعرفته بأقسام الكلام، وعلمه بأصول الدين، وصنعة الشعر والكتابة والبراعة.
وله كتاب (التجريد) في فقه الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام، و(شرحه) وهو كتاب لم يصنف مثله في فقه أهل البيت عليهم السلام.
وله كتاب (البلغة) في الفقه، وله (نقض الإمامة على ابن قبه الإمامي) صنفه في حال شبابه، وكل تصانيفه حسن مليح.
وله (التفريعات) في الفقه وتولى جمعها الأستاذ أبو القاسم بن تال، وهو كتاب الإفادة وزيادات هذه المسائل، وله رسائل وقصائد أودعت بعضها كتاب (الاستبصار في أخبار العترة الأطهار).
وحكي(1) أن يهوديا متقدما في المناظرة والمجادلة قدم على الصاحب فاتفق أنه حضر مجلس الصاحب فكلم اليهودي في النبوات حتى أعجزه وأفحمه، فلما قام من المجلس ليخرج قال له الصاحب: أيها السيد أشهد إنك أوتيت الحكمة وفصل الخطاب.
पृष्ठ 13