كِتَابه الى وهب بن مُنَبّه وَقد فقد دَنَانِير من بَيت المَال
قَالَ وَكتب وهب بن مُنَبّه إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز إِنِّي فقدت من بَيت مَال الْيمن دَنَانِير فَكتب إِلَيْهِ عمر أما بعد فَإِنِّي لست أتهم دينك وَلَا أمانتك وَلَكِنِّي أتهم تضييعك وتفريطك وَإِنَّمَا أَنا حجيج الْمُسلمين فِي مَالهم وَإِنَّمَا لأشحهم فاحلف لَهُم وَالسَّلَام
إغناؤه النَّاس حَتَّى لم يجد عَامله فِي إفريقية من يَأْخُذ مِنْهُ الصَّدَقَة
قَالَ يحيى بن سعيد بَعَثَنِي عمر بن عبد الْعَزِيز على صدقَات إفريقية فاقتضيتها وَطلبت فُقَرَاء نعطيها لَهُم فَلم نجد بهَا فَقِيرا وَلم نجد من يَأْخُذهَا مني قد أغْنى عمر بن عبد الْعَزِيز النَّاس فاشتريت بهَا رقابا فأعتقتهم وولاؤهم للْمُسلمين
كتاب عمر فِي صفة مَا كَانَ الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ وَمَا صَارُوا إِلَيْهِ وَبَيَان سياسته لَهُم
وَلما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز كتب أما بعد فَإِنِّي أوصيكم بتقوى الله وَلُزُوم كِتَابه والاقتداء بِسنة نبيه ﷺ وهديه فَإِن الله قد بَين لكم مَا تأتون وَمَا تَتَّقُون وأعذر إِلَيْكُم فِي الْوَصِيَّة وَأخذ عَلَيْكُم الْحجَّة حِين أنزل عَلَيْكُم كِتَابه الحفيظ الَّذِي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه تَنْزِيل من حَكِيم حميد﴾ قَالَ ﴿وبالحق أَنزَلْنَاهُ وبالحق نزل وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا مبشرا وَنَذِيرا﴾ وَقَالَ ﴿وَلَقَد جئناهم بِكِتَاب فصلناه على علم هدى وَرَحْمَة لقوم يُؤمنُونَ﴾ فأقيموا فَرَائِضه وَاتبعُوا سنَنه وَاعْمَلُوا بمحكمه واصبروا أَنفسكُم عَلَيْهِ وآمنوا بمتشابهه فَإِن الله علمكُم مِنْهُ مَا علمكُم وأولكم يَوْمئِذٍ أقل النَّاس شَوْكَة وأوهنه قُوَّة وأشده فرقة
1 / 65