نحل جِسْمه وَنفى شعره وَتغَير لَونه وَكَانَ عهدنا بِهِ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرا علينا حسن الْجِسْم ممتلئ الْبضْعَة فَجعلت أنظر اليه نظرا لَا أكاد أصرف بَصرِي عَنهُ فَقَالَ يَا ابْن كَعْب مَا لَك تنظر إِلَيّ نظرا مَا كنت تنظره إِلَيّ قبل قَالَ فَقلت لعجبي قَالَ ومماذا عجبك فَقلت لما نحل من جسمك وَنفى من شعرك وَتغَير من لونك قَالَ وَكَيف لَو رَأَيْتنِي بعد ثَلَاث فِي قَبْرِي حِين تقع عَيْنَايَ على وجنتي ويسيل منخري وفمي دودا وصديدا لَكُنْت لي أَشد نكرَة مِنْك الْيَوْم أعد عَليّ حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن أفضل الْمجَالِس مَا اسْتقْبل بِهِ الْقبْلَة وأنما تتجالسون بالأمانة لَا تصلوا خلف النَّائِم وَلَا الْمُحدث واقتلوا الْحَيَّة وَالْعَقْرَب وَإِن كُنْتُم فِي صَلَاتكُمْ وَلَا تستروا الْجدر بالثياب أَلا وَمن نظر مِنْكُم فِي كتاب أَخِيه بِغَيْر إِذْنه فَإِنَّمَا ينظر فِي النَّار أَلا أنبئكم بشراركم قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ من نزل وَحده وَمنع رفده وَجلد عَبده أَلا أنبئكم بشر من ذَلِك من لَا يقيل عَثْرَة وَلَا يقبل معذرة وَلَا يغْفر ذَنبا أَلا أنبئكم بشر من ذَلِك من يبغض النَّاس ويبغضونه أَلا أنبئكم بشر من ذَلِك من لَا يُرْجَى خَيره وَلَا يُؤمن شَره إِن عِيسَى بن مَرْيَم قَامَ فِي قومه فَقَالَ يَا بني إِسْرَائِيل لَا تتكلموا بالحكمة عِنْد الْجُهَّال فتظلموها وَلَا تمنعوها أَهلهَا فتظلموهم وَلَا تجاوروا ظَالِما فَيبْطل فَضلكُمْ عِنْد
1 / 53