340

ولي حمى عن دينه ومريد

عن الرشد أغلال لكم وقيود

وما الناس إلا ملحد وعبيد

من القول لم ينظم لهن عقود

عليها رجال راكعون سجود

نأى منكم مستنصر وعنيد

ولكن حظي في الأمور زهيد

طعان ومني خطبة وقصيد

حميد لطيف بالعباد مجيد

وقال الفقيه اللسان الأوحد عيسى بن محمد التهامي في ذلك:

ا مثل كثبان وادي المنحنى كثب

فلا تلمني إذا ما اعتادني طرب

أهوى المقيمين في نجد وإن نزحوا

أقول والعيس تعدو في الفلاة بنا

يا عيس أمي بنا المهدي في حلب

إذا رأيت أمين الله فاعتمدي

وقبلي منه كفا جودها غدق

المجتبى المنتقى من عترة طهرت

والباذل العرف والمعروف منتقدا

الخيل أيسر ما يعطي مسومة

وباعث الجحفل الجرار يقدمه

طلق المحيا ووجه الدهر .......

ما قام للكفر شمل وهو هادمه

ولم يضع للهدى سرح ولا سكن

لا سورة تتقى منه ولا بله

وباذل نفسه لله محتسبا

يا ابن النبي ويا من فضله أبدا

آيات فضلك في الأنام باهرة

أنت الإمام ومهدي الأنام إذا

ستملك الأرض من مصر إلى عدن

تفرق الناس في الأهواء كلهم

وحاربتك رجال لم يكن لهم

سلوا عليك سيوفا هم لها جزر

فلا يغرك ماقالوا وما فعلوا

سيغلبون كما قال الإله معا

ولا يغرنك أكياس لهم حملت

فاصبر إمام الهدى واسلم ودم أبدا

?

?

ولا كخرد نجد خرد عرب

فذو الصبابة قد يعتاده الطرب

عني وأزداد تبريحا إذا قربوا

وسيرها الفسح والتقريب والخبب

فإن أكرم أرض زرتها حلب

منه جنابا رحيبا ليس يجتنب

وأخمصا يتمنى لثمه الشهب

إن النجيب من الأنجاب منتخب

والواكف الكف مهما شنت السحب

والألف أهون ما يعطي وما يهب

كأنما هو فيه جحفل لجب

ماض وكل كمي قبله نجب

ولا استقال عنادا حده الترب

وهو عليه المشفق الحدب

ولا يحيف رضا منه ولا غضب

إذ ليس في الناس من للنفس يحتسب

كأنه الصبح باد ليس يحتجب

قد أكدتها لنا الأخبار والكتب

وليس في ذاك لا شك ولا كذب

معجلا رضي الأعداء أم غضبوا

وأنت قطب رحى للدين منتصب من طول حربك إلا الويل والحرب

पृष्ठ 355