339

له شرف يعلو الورى وجدوده

تقي نقي العرض قد تعلمونه

لأهل التقى منكم شفاء ورحمة

مليك تحامته الملوك مهابة

ودانت له الأقدار عفوا فلم يعش

وأشبه ذي وجه بوجه محمد

مطهرة أخلاقه وطباعه

فضائله سارت بها الركب في الورى

دعاكم إلى نفي المعاصي فيكم

وهامت بكم أرآؤكم فكأنكم

وسامحتم في دينكم كل ملحد

وكانت لكم في الاحتساب زخارف

أبحتم بها الأرواح والمال برهة

فلما دعا من أكمل الله أمره

أتوق إلى نفي المناكير شيقا

وعند بني الزهراء من دون دينهم

على آل طه رحمة الله إنه

?

?

فغار بها عوذ الوحوش هجود

عليهن من نسج العفاة برود

أنيس من الحي الذين تريد

إذا ذكروا تلك العهود جديد

وليس لحي في الحياة خلود

بأن الليالي الخاليات تعود

ورد الذي يفني القضاء بعيد

من الريب ما لا يرتضيه مجيد

سرت فيه أضغان له وحقود

لكل إمام كايد وحسود

ومن كايد الرحمن فهو مكيد

كما فعلت بالأنبياء يهود

قتيل وبعض في البلاد طريد

وهدم ما كان الهداة تشيد

لعار عليه والذوائب سود

كفى ذا يد بعد المشيب يذود

كريم له أهل السماء جنود

رسوم الهدى فانهد منه مشيد

غدت عدن مرعوبة وزبيد[117أ-أ]

إمام لأولاد البتول يسود

له كالغوادي المزن حين تجود

شقي ومن شاء الهدى فسعيد

وأمسى بأطراف البلاد يرود

جميلا كما يزجي الركاب وفود

بتقريضه حتى يقال لبيد

دنان وأوتار ترن وغيد

لقد مر نهجا ما اقتفاه رشيد

مليك له كل الملوك عبيد

إذا شجرت سمر الرماح أسود

سرابيل من نسج الحديد سرود

فأدى القضاء ما كان منه يحيد

ببلقعة تحوى عليه لحود

سعيرا له صم الصخور وقود

عليها رقيب لا يضل عتيد

لقائمهم لو يعلمون سعود

وأن قتيل المؤمنين شهيد

يدين لها نافي الإله جحود

لأكرم من تهفو عليه بنود

لكم حين تعداد الجدود جدود

بكسب المعالي مبتدى ومعيد

وللضد منكم علقم وصديد

وكادت له شم الجبال تميد

له بين قطر الخافقين ضديد

وفيه علامات عليه شهود

وعلم على علم الأنام يزيد ومنكم عليها حاضر وشهيد

पृष्ठ 354