قال الراوي: فلما انصرم ذلك خرج الجند الذين كانو مع أسد الدين من جهة المظفر ووصلوا إلى أمير المؤمنين فأكرمهم وأنعم عليهم وزلجهم إلى اليمن إلى المظفر فلما تجهز الفقيه الواصل من جهة السلطان وعاق السلطان الأجل جبر بن سعيد عن الرجوع إلى اليمن مرض عارض لم ير أمير المؤمنين إلا تجهيز الشيخ الأجل المجاهد الطاهر تقي الدين عبدالله بن يحيى بن علي الصعدي أحد خواص أمير المؤمنين فصدر هو والشيخ زاهر بن عقبة وذلك الفقيه حتى وصلوا إلى السلطان المظفر وهو يومئذ في محطته على الدملوة محاربا لأخيه على الدملوة وطلب الأموال والخزائن التي فيها، فلما وصلوا إلى السلطان عظم حالهم واستر بذلك ولم يكد يصدق بتمام الصلح من الإمام عليه السلام لما جرى بينه وبين عمه وأولاده وأخيه فأحضر كبار العرب وحلف الأيمان المغلظة والعهود المؤكدة على الوفاء بما عقد عليه وأمر بعلم الإمام فنشر في المحطة وعظم شأنه وضربت الطبول والحرانيات تحته وجعل لذلك شأنا عظيما وأمرا خطيرا وعند ذلك سقط في أيدي أهل الدملوة ودار المصلحون بينهم فاصطلحوا على تسليم أموال جليلة يزعمون أنها نصيبه من الإرث وقبل منهم وأغضى على ذلك وأشهد كبار الناس على نفسه بتمام ما عقده أمير المؤمنين وسلم نيفا وعشرين ألفا محمولة إلى خزانة الإمام عليه السلام وأمر بتحف من الخلع والملابس الغالية وتشفع به الأمراء الحمزيون الذين هنالك أن يشفع لهم إلى الإمام بطلب صلح ثلاثه أشهر بشروط:
منها: أن لا تدخل حصونهم شحنة في ذلك الأوان فإن خالفوا حوربوا.
पृष्ठ 225