213

رجع الحديث إلى صاحب صنعاء ثم إنه تابع الغزوات إلى جهة السر فلم يظفر بمراده، ثم وصل السلطان الأجل أحمد بن علوان بن بشر بن حاتم والشيخ زاهر بن عقبة من جهة السلطان لتمام الصلح فلما وصل السلطان أحمد بن علوان والشيخ زاهر بن عقبة وجرى الحديث في الصلح فصوب الإمام عليه السلام نزول السلطان الأجل المخلص المجاهد شجاع الدين جبر بن سعيد بن النمير الشهابي وهو رجل لوذعي ذكي مخلص يحسن محاورة الملوك فصدره أمير المؤمنين وصدر معه السلطان أحمد بن علوان بن بشر والشيخ زاهر بن عقبة، فلما وصلوا إلى السلطان المظفر تلقاهم بالإنصاف والمعاملة الحسنة والكرامة الجزيلة ولم يلبثوا أن وصلوا، ووصل صحبتهم رسول من جهة السلطان المظفر من خلصانه وخدامه متمسكا بشيء من العلم، فلما وصل أنصفه أمير المؤمنين وخلع عليه خلع الحرير وأركبه حصانا جوادا وعظم الإمام في عين ذلك الرجل ما لم يكن يتصوره واستصغر من كان بعده من جميع الملوك فانصرم الأمر بين أمير المؤمنين وبين السلطان المظفر على المواثقة بالأيمان وأخذ قميص الإمام وعلمه ومن السلطان قميصه وعلمه وعلى أن لأمير المؤمنين من الأسلاف في اليمن الأعلى إلى جهة صنعاء وللسلطان من الأسلاف إلى جهة اليمن الأسفل وتهامة للسلطان وأدخل السلطان أهل ذمرمر في صلحه إلا عبدالله بن سالم ومن يقول بقوله واستثنى بعضا من مذحج واستثنى الإمام إخراج بني حمزة من صلحه فردهم إليه علىحكمه وعلى أن على السلطان للإمام في كل سنة ثمانين ألف درهم محمولة إلى خزائنه المعمورة وتسليم حصن حلب والظفير للإمام وعلى حرب أسد الدين وأن لا يصالح ولا يقبل منه وعلى أن كوكبان للإمام عند الاستيلاء على براش للسلطان وشروط توابع لذلك، وانصرم الأمر على ذلك وصاح الصائح وشهر ذلك وكان يوم الخميس السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وستمائة سنة، ثم لم يلبث أمير المؤمنين أن قبض حصن حلب وحصن الظفير فولى [69ب-أ] على حلب الشيخ المكين فخر الدين بن عمرو بن علي الوهيبي وولى على الظفير الشيخ محمد بن شمر الحوالي.

पृष्ठ 224