الضوء، وبالمد الشرف والرفعة. والمتهلل الباشّ المسرور قال ﵊: «إن هذه القبور مملوءة على أهلها ظلمة، وإن الله لينورها لهم بصلاتي
عليهم». والهاء في «يلقاه» للفتى أو للقرآن لأن كل واحد منهما يلقى الآخر.
هنالك يهنيه مقيلا وروضة ... ومن أجله في ذروة العزّ يجتلى
هنالك إشارة إلى القبر، يهنيه أي: يهنئ القارئ، مقيلا المقيل موضع القيلولة وهي الاستراحة في وسط النهار، وأراد بها الناظم مطلق الراحة أي يصير القبر كالمقيل وكالروضة بثواب القرآن، والمقيل لا يكون إلا موضعا حسنا ذا ظل وراحة، والروضة المكان المتسع قال ﵊: «القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار». قوله ومن أجله أي: ومن أجل القرآن في ذروة العز ذروة كل شيء أعلاه، وتقرأ في البيت بكسر الذال وضمها، والعز الشرف، ويجتلى أي: هو بارز ينظر إليه من قولك اجتليت العروس إذا نظرت إليها بارزة في زينتها.
يناشد في إرضائه لحبيبه ... وأجدر به سؤلا إليه موصّلا
يناشد أي: يلح في المسألة، والهاء في إرضائه للقرآن، والحبيب القارئ وهاؤه للقرآن ولامه للتعليل بمعنى لأجل حبيبه أي يسأل القرآن الله تعالى أن يعطي القارئ ما يرضى به القرآن، قال ﵊: «يقول القرآن يوم القيامة: يا رب رضني لحبيبي. قوله: وأجدر به تعجب كأخلق به، والسؤل المسئول وهو المطلوب أي: وما أحق الإرضاء المطلوب بالوصول إلى القارئ أو القرآن.
فيا أيّها القاري به متمسّكا ... مجلا له في كلّ حال مبجّلا
نادى قارئ القرآن المتصف بالصفات المذكورة في هذا البيت وبشره بما ذكره في البيت الآتي بعده والقارئ مهموز وإنما أبدل الهمزة ياء ضرورة، والهاء في به
للقرآن وهو متعلق بمتمسكا مقدما عليه أي: متمسكا به أي: عاملا بما فيه، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ [الأعراف: ١٧٠].
وقال ﵊: «كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به». وقوله: مجلا له إجلال القرآن تعظيمه وتبجيله توقيره وحسن الاستماع والإنصات لتلاوته.
هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التّاج والحلا
أي: عش عيشا هنيئا والهنيء الذي لا آفة فيه والمحمود الطيب المستلذ الخالي من المنغصات، والمريء المأمون الغائلة المحمود العاقبة المنساغ في الحلق وهما من أوصاف الطعام والشراب في الأصل ثم تجوّز بهما في التهنئة بكل أمر سار، وأشار إلى قوله ﵊: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا».
وفي مسند بقي بن مخلد أن النبي ﷺ قال: «ويكسى والداه حلة لا تقوم لها الدنيا وما فيها». ففي هذا ذكر الحلة وفيما قبله ذكر التاج، والتاج الإكليل، ثم نظم بقية الحديث المتقدم وهو فما ظنكم بالذي عمل بهذا فقال.
1 / 7