97

सिराज मुनीर

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

शैलियों

• (أما أهل النار الذين هم أهلها) أي المختصون بالخلود فيها وهم الكفار (فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون) أي حياة ينتفعون بها ويستريحون معها قال العلقمي قال الدميري في بعض نسخ مسلم أهل النار الذين هم أهلها بغير أما وفي أكثرها أما والمعنى عليها ظاهر وعلى إسقاط أما تكون الفاء زائدة وهو جائز (ولكن ناس) استدراك من توهم نفي العذاب عنهم وهم المذنبون من المؤمنين (أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم) أي النار وفي رواية فأماتهم أي الله (إماتة) مصدر مؤكد أي بعد أن يعذبوا ما شاء الله وهي إماتة حقيقية وقيل مجازية عن ذهاب الإحساس بالألم قال العلقمي قال شيخنا قال القرطبي فإن قيل أي زائدة حينئذ في إدخالهم النار وهم لا يحسون بالعذاب قلنا يجوز أن يدخلهم تأديبا ولم يذوقوا فيها العذاب ويكون صرف نعيم الجنة عنهم مدة كونهم فيا عقوبة لهم كالمحبوسين في السجن فإن السجن عقوبة لهم وإن لم يكن معه غل ولا قيد قال ويحتمل أنهم يعذبون اولا وبعد ذلك يموتون ويختلف حالهم في طول التعذيب بحسب جرائمهم وآثامهم ويجوز أن يكونوا متألمين حالة موتهم غير أن آلامهم تكون أخف من آلام الكفار لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء (حتى إذا كانوا فحما) أي صاروا كالحطب الذي أحرق حتى اسود (أذن بالشفاعة) قال المناوي بالبناء للمفعول أو الفاعل أي أذن الله بالشفاعة فيهم فحملوا وأخرجوا (فجيء بهم) أي فتأتي بهم الملائكة إلى الجنة (ضبائر ضبائر) بمعجمة مفتوحة فموحدة أي يحملون كالأمتعة جماعات جماعات متفرقين عكس أهل الجنة فإنهم يدخلون يتحاذون بالمناكب لا يدخل آخرهم قبل أولهم ولا عكسه (فبثوا على أنهار الجنة) أي فرقوا على حافات أنهارها (ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليم) أي صبوا عليم ماء الحياة أي قالت الملائكة بإذن الله أو قال الله فيصب عليهم فيحيون (فينبتون نبات الحبة) بكسر الحاء المهملة أي حبة الرياحين ونحوها من الحبات (التي تكون في حميل السيل) أي ما حمله السيل فتخرج لضعفها صفراء ملتوية قال المناوي وذا كناية عن سرعة نباتهم وضعف حالهم ثم يشتد قواهم ويصيرون إلى منازلهم (حم م ه) عن أبي سعيد الخدري (أما أول أشراط الساعة) أي علاماتها التي يعقبها قيامها (فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس) أي تجمعهم مع سوق (إلى المغرب) قال المناوي قيل أراد نار الفتن وقد وقعت كفتنة التتار سارت من المشرق إلى المغرب وقيل بل تأتي (وأما أول ما يأكل أهل الجنة) أي أول طعام يأكلونه فيها (فزيادة كبد الحوت) أي زائدته وهي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي في الطعم في غاية اللذة والحكمة في ذلك أنها أبرد شيء في الحوت فبأكلها تزول الحرارة التي حصلت للناس في الموقف (وأما شبه الولد أباه وأمه) أي أباه تارة وأمه تارة أخرى (فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة) أي في النزول والاستقرار في الرحم (نزع # إليه الولد) قال المناوي بنصب الولد على المفعولية أي جذب السبق الولد إلى الرجل (وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها) أي جذب السبق إليها وسببه كما في البخاري عن أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو أمه فأجابه فأسلم (حم خ ن) عن أنس بن مالك

• (أما صلاة الرجل في بيته فنور فنوروا) بها (بيوتكم) قال القرطبي معناه أن الصلاة إذا فعلت بشروطها المصححة والمكملة نورت القلب بحيث تشرق فيه أنوار المعارف والمكاشفات حتى ينتهي أمر من يراعيها حق رعايتها أن يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة وأيضا فإنها تنور بين يدي مراعيها يوم القيامة في تلك الظلم وتنور وجه المصلي يوم القيامة فيكون ذا غرة وتحجيل كما في حديث أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء وقال النووي أنها تمنع عن المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به وقيل معناه أنها تكون نورا ظاهرا على وجهه يوم القيامة وتكون في الدنيا كذلك بخلاف من مل يصل (حم م) عن عمر بن الخطاب وهو حديث حسن

पृष्ठ 328