सिल्क अल-दुरार
سلك الدرر
प्रकाशक
دار البشائر الإسلامية
संस्करण संख्या
الثالثة
प्रकाशन वर्ष
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
प्रकाशक स्थान
دار ابن حزم
الأنظار إلى مستعام فارغ عن زحام أنذال الأنام فإذا بشادن قد أشرق الورد من نسرين وجناته واهتز غصن البان من لطف حركاته له رواء وشاهد أحلى شفونا من الفارد يروي الرحال ويشفيهم بمبتسم كابن الغمام وريق كابنة العنب فأشار إلينا بلمحة مغناطيسية ولحظة داهشة مخفيه كأن الثريا علقت في جبينه وفي خده الشعري وفي جيده القمر فانحدرنا نحوه كالماء إلى قراره والغريب إلى جاره وداره فحملنا على قارب نظيف لطيف خال عن الخليط والوصيف فقدم لنا الترحيب والترجيب على ديدن الأديب الأريب ثم أخذ يفحص عن المنصب والمشرب والمذهب والمرغب فنلنا سقاطًا من حديث كأنه جنى النحل ممزوجًا بماء الوقائع فتعجبت من فصاحة لهجته أكثر مما تعجبت من طلأوة بهجته فاستكشفت عن أصله وعترته وعن اسمه وكنيته فقال أسمى زلال بن بلال وأرومتي كريمة الأعمام والأخوال وكنيتي أبو الحسن على الاجمال ثم خاض يتكلم بمنطق تتناثر به اللآلي من الاصداف وتضن بسلاسته الباهرات في مجراها على الرجاف ألذ من الصهباء بالماء ذكره وأحسن من بشر تلقاه معدم قائلًا بأني كنت من أبناء بعض التجار متلمذًا بثروة أي علي الادباء الأخيار فتوفي والدي وذهب المال والنشب تحت كل كوكب فصادني هوى بعض الغزلان بحكم الصبا المنعوت بوصف بعض رنا ظبيًا وغنا عندليبًا ولا شقائقا ومشى قضيبًا فصار ما صار مما لست أذكره فظن خيرًا ولا تسأل عن الخبر وقادني المجون والخلاعة إلى هذه الصناعة والاجتهاد أربح بضاعه لكنني لا آلف إلا أصحاب البراعة والبراعه فقال له بشار يا قرة الابصار وخيرة الشمس والأقمار لا أظنك إلا شريف النجار بمدلول إذا عذبت العيون طابت الأنهار فأدمت على هذه الشارة والشيار يكفيك مقلب الليل والنهار ومسير الجواري على البحار عن معأونة الموالي والأنصار إن البطالة والكسل أحلى مذاقًا من عسل الناس في هوساتهم والدب يرقص في الجبل أما القناعة والعمل يدنى المطالب والأمل ملك كسرى تغن عنه كسرة وعن البحر اجتراء بالوثل فقال نعم إذا المرء لم يستأنف المجد نفسه فلا خير فيما أورثته جدوده ثم شرع يشمر عن ساعدين مثل اللجين ويحل أزرار اللبات عن الأجرام الزاهرات كالبدر من حيث التفت رايته يهدي إلى عينيك نورًا ثاقبًا فقال لي بشار ملمي إلى خلوقة الدثار لا تعجبوا من بلى غلالته قد زرا زراره على القمر فجلوبه
1 / 75