अरब और फारस के बीच संबंध और उनका आदान-प्रदान
الصلات بين العرب والفرس وآدابهما في الجاهلية والإسلام
शैलियों
نشأ الأدب الفارسي الحديث في رعاية الأدب العربي وتحت سلطانه وطبع على غراره في أكثر الأساليب والموضوعات:
أخذ الأدب الفارسي عن العربي معظم موضوعات الشعر والنثر وكل صور الشعر والنثر وأساليبهما من الوزن والقافية والسجع وأنواع البديع إلخ. ثم امتاز الأدب الفارسي بخصائصه في الإسهاب والقصص وغيرها، وقد اتصل الأدبان اتصالا وثيقا، وترجم من الفارسية إلى العربية شذرات أدبية كما ترجمت الكتب الفهلوية من قبل. نجد في ديوان المعاني للعسكري أمثالا معربة و«جملا من بلاغات العجم»، وفي اليتيمة أمثال معربة كذلك، وفي كتب الأدب أخبار عن المنشئين باللغتين والمترجمين شعرا فارسيا إلى العربية كبديع الزمان الهمذاني.
وأما الترجمة من العربية إلى الفارسية فكانت أوسع وأنفع، وقد ذكرت بعض المترجمين وما ترجموا من الكتب آنفا.
وكان كثير من المؤلفين والكتاب والأدباء والعلماء يكتبون باللغتين، ومعنى هذا تكون اللغتان أداتين للإبانة عن أفكار وأخيلة وصور متفقة، وفي هذا من التقريب بين اللغتين ما فيه.
وكانت اللغة العربية لغة العلم والأدب في إيران منذ الفتح الإسلامي فلما ترعرعت الفارسية وصارت لغة علم وأدب استعان المنشئون في الأدب الفارسي بالألفاظ والعبارات الأدبية المألوفة في العربية التي تعود الناس التعبير بها زمنا طويلا.
ونفصل هذا القول تفصيلا قليلا فيما يلي:
فأما الشعر فيشارك الشعر العربي في موضوعاته من الهجاء والمدح والغزل والفخر والوصف في ميل إلى المبالغة والإطناب، ويمتاز بأشياء: (1)
ذكر ملوك الفرس القدماء وأبطالهم مثل فريدون، ورستم، وزال، وجمشيد، وقد شرى هذا إلى الشعر العربي الذي نظم في بلاد الفرس كشعر بديع الزمان وأمثاله. (2)
ويمتاز الشعر الفارسي بميزتين عظيمتين: الشعر القصصي والشعر الصوفي.
فأما الشعر القصصي فقد أولع الفرس به في كل عصر، وقد رأينا أن أبان بن عبد الحميد نظم كتاب كليلة ودمنة بالعربية، وأن الرودكي أول شعراء الفرس الكبار نظم هذا أيضا. ومن الأدلة على ولع الفرس بالقصص قصة يوسف وزليخا، فهذه القصة مأخوذة من القرآن، ولكن شعراء العربية لم يهتموا بها. وأما الفرس فقد نظموها مرارا، نظمها من كبارهم الفردوسي وجامي ونظمها آخرون، ورواية وامق وعذراء التي قيل: إنها قدمت لعبد الله بن طاهر فأمر بطرحها في الماء، نظمها العنصري شاعر محمود الغزنوي، ثم الفصيحي في رعاية كيكاوس الزياري، ونظمها أربعة شعراء آخرون، وقصة ليلى والمجنون نظمها كذلك غير واحد من شعرائهم.
अज्ञात पृष्ठ