آه ما أشد هذا الانتقام! أتنطق اليوم فظائعي؟ أتبعث من قبورها آثامي؟ أتتركني أمتي أعيش بقية أيامي في هذه الظلمات، في هذا الجحيم، ومع هذه الخيالات المرعبة الهائلة؟ لا لا سأريكم كيف يكون الانتقام أيها الملاعين. (يحاول خنق نفسه)
عبد الحميد، أتسطو على شخصك المقدس بيدك الأثيمة؟ ألا تشفق حتى على نفسك؟ عد إلى رشدك، اصرف عنك هذه الهواجس والأوهام. نعم، أنا عبد الحميد وهذا هو قصري، وهؤلاء هم وزرائي بل عبيدي ...
إلى البوسفور بالسجناء الذين جئتني البارحة بأسمائهم!
وهل تعود أنت؟ ما بالك لا تكلمني، وأنت يا أبا الهدى، أما سمعتموني؟ ما بالكم لا تجيبون؟ يا الله! ومن أنت؟ أخي مراد؟ أجئت تشاركني سجني؟ أجئت تغسل الدم عن يدي؟ أجئت تنثر على أحزاني دموع أحزانك؟ تراني ورثت سجنك، وأحييت بلاءك في بلائي، فمن يا ترى يرث سجني ويحمل أوزاري؟ أخي مراد، ومن هذا الذي معك؟ مدحت باشا، أخرجت من قبرك لتجعل لي مكانا فيه؟ أبعثت من القبر لتبرهن على خلود الحرية والأحرار؟ وهؤلاء الأشباح الذين يسخرون مني ويضحكون أراهم يشيرون بأيديهم كمن يريدون ...
صوت في الظلمة :
الانتقام ... الانتقام ...
عبد الحميد :
آه! يا لها من أصوات مرعبة هائلة! اقتربوا إذن مني، ابصقوا في وجهي، أيلذ لكم هذا الانتقام؟ خذوني، أغرقوني، اقتلوني. آه! أحس بثقل الأمواج فوق رأسي، أفي البوسفور يموت عبد الحميد؟ ربي، أفي البوسفور تدفنني؟ أمع هؤلاء الأخساء تحشرني؟ ... مدحت، أنا عبد الحميد مولاك! مراد، اسمع عبد الحميد أخاك! مدحت، قل كلمة لهؤلاء من أجلي. هات يدك، وزيري، هات يدك، أخي، أترفضون اليد التي كنتم تقبلونها صاغرين، أتأبون مصافحتي؟
أصوات في الظلمة :
الانتقام، الانتقام!
अज्ञात पृष्ठ