सिद्दीका बिंत सिद्दीक

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
64

सिद्दीका बिंत सिद्दीक

الصديقة بنت الصديق

शैलियों

قالوا: قد أصبت وأحسنت، فارجع، فإن قدم علي وهو على مثل رأيك صلح الأمر. ثم أقر علي وساطة رسوله وأشرف القوم على الصلح لولا أن حبط هذا المسعى بسفاهة السفهاء من العسكرين فترامى هؤلاء وهؤلاء، وجمحت الفتنة جماحها الذي خرجت به من أعنة الرؤساء.

ولم ييأس الفريقان بعد هذا من وساطة الصلح، ولم يكن التردد من شأن عائشة وحدها، بل كان أنصارها جميعا يترددون ولا يستقرون على صنيع، وقد قال لها الزبير يوما: ما كنت في موطن منذ عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا. قالت: ما تريد أن تصنع؟ قال: أريد أن أدعهم وأذهب.

وربما تقابل الخصمان وجها لوجه فتناصحا على مسمع من العسكرين تناصح الإخوان ... نادي علي خصمه الزبير يوما: يا زبير ارجع، فقال: وكيف أرجع الآن وقد التقت حلقتا البطان؟

1

وهذا والله العار ... قال علي: يا زبير ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار.

فرجع، وأهاب به ابنه عبد الله يستثيره: أحسست رايات ابن أبي طالب، وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد؟ قال: قد حلفت ألا أقاتله. قال: كفر عن يمينك وقاتله.

وبينما هم في تقديم وتأخير ومشاورة ومثاورة أقبل كعب بن سور إلى عائشة فقال لها: أدركي، فقد أبى القوم إلا القتال، لعل الله أن يصلح بك. فركبت وألبسوا هودجها الأدراع، وتعالت الضجة من هنا وهناك، فسألت: ما هذا؟ قالوا: ضجة العسكر. قالت: بخير أو بشر؟ قالوا: بشر. إذ كان القتال قد نشب بين الفريقين من تصارع الغوغاء وتدافع الغلاة وإفلات الأعنة من الرؤساء.

ويبدو لنا من جملة الوقائع أن حملة الجمل كانت حملة اندفاع، ولم تكن حملة تدبير وتقدير، ولا كان أحد من دعاتها يملك زمامها ويتجه به إلى مصير معروف.

وإلا فما يكون ذلك المصير، إن أصحابها لم يريدوا بها أن يفسدوا الأمر على علي بن أبي طالب ليصلحوه لمعاوية، فليس منهم زعيم من حزبه والعاملين لدولته.

ولم يتفقوا على ولاية واحد منهم بعد هزيمة علي إن تمت هذه الهزيمة، وليست هي بالمركب الذلول.

अज्ञात पृष्ठ