सिद्दीका बिंत सिद्दीक

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
48

सिद्दीका बिंत सिद्दीक

الصديقة بنت الصديق

शैलियों

فمن دأب الناس قديما أن يتطلعوا إلى الأسرار، ويكثروا القيل والقال في الوشايات.

وهم أشد تطلعا إليها، وكلفا بالقيل والقال فيها، إذا اشتملت على وشاية من وشايات الرجال والنساء، ولولا كلفهم بهذا لما اخترعت لهم القصص والروايات، التي يقرءون فيها أخبار رجل لا وجود له وامرأة لا وجود لها، وهم يعلمون أنهما من نسج الخيال.

ولكنهم أشد من ذلك تطلعا إليها وكلفا بالقيل والقال فيها إذا هي تعلقت بعظماء الرجال وعظماء النساء.

ثم يبلغ التطلع أشده والكلف حده إذا كان لأحد من الناس غرض في ترويج الإشاعة واللغط بها، والاسترسال في ذيولها وحواشيها.

فإذا كان هذا الغرض على اتصال بالعصبيات القومية والعقائد العامة التي تصطرع حولها الأهواء وتضطرم فيها الضغائن، ويطول فيها جدل المصدقين والمكذبين، ونزاع المحبين والمبغضين، فقد اجتمعت للقصة - كما قلنا في صدر هذا الفصل - كل بواعث الفضول والوشاية، وأحاطت بها كل مغريات اللغط والتشهير.

وهذا الذي حدث بحذافيره في حديث الإفك، الذي تولى كبره زعيم الخزرج في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول.

فهو حديث وشاية عن رجل وامرأة.

وهما أعظم الرجال وأعظم النساء.

وفي اللغط به غرض قوي لأكبر زعماء الخزرج في زمانه، وغرض قوي لكل من يبغي المساس بالنبي، وبالإسلام كله من طريق المساس بنبي الإسلام.

ولولا ذلك لما سمع بحديث الإفك، ولا استحق أن يصغى إليه؛ لأنه أوهى وأسخف من أن يطول فيه تصحيح وتفنيد.

अज्ञात पृष्ठ