فمضت بذلك السنة واجمعت عليه الامة وضبط هذا الدرهم الشرعى المجمع عليه انه كما مر زنة العشرة منه سبعة مثاقيل وزنة الدرهم الواحد خمسون حبة وخمسا حبة من الشعير الدى تقدم ذكره آنفا ومن هذه الدراهم تركب الرطل والقدح والصاع وما فوقه ولنلمع من ذلك ، بطرف مما ذكرته فى كتاب الواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار عند ذكر وزن العيار منه فأقول انما جعلت العشرة من الدراهم الفضة بوزن سبعة مثاقيل من الذهب لان الذهب اوزن من الفضة ، وأثقل وزنا . فأخذت حبة فضة ، وحبة ذهب ووزنتا فرجحت حبة الذهب على حبة الفضة ثلاثة اسباع فجعل من أجل ذلك ، كل عشرة دراهم ، زنة سبعة مثاقيل .
فان ثلاثة الاسباع الدرهم اذا أضيف عليه ، بلغت مثقالا ، والمثقال اذا نقص منه ثلاثة اعشار بقى درهم وكل عشرة مثاقيل تزن أربعة عشر درهما وسبعا درهم . فلما ركب الرطل جعل الدرهم من ستين حبة لكنه ، كل عشرة دراهم تعدل زنة سبعة مثاقيل . فيكون 6 زنة الحبة سبعين حبة من حب الخردل . ومن ذلك تركب الدرهم .
ومن الدرهم تركب الرطل ، ومن الرطل يتركب المد، ومن المد يتركب الصاع وما فوقه . وفي ذلك طرق حسابية مبرهنة بأشكال هندسية ليس هذا موضع ايرادها .
وكان مما ضرب الحجاج الدراهم البيض ونقش عليها قل هو الله أحد فقال القراء قاتل الله الحجاج أى شيء صنع للناس ؟ الان يأخذها الجنب والحائض وكانت الدراهم قبل ذلك منقوشة بالفارسية فكره أناس من القراء مسها وهم على غير طهارة وقيل لا المكروهة فعرفت بذلك ووقع في المدونة ، ان مالكا رحمه الله تعالى سئل عن تغري كتابة الدنانير والدراهم , ما فيها من كتاب
पृष्ठ 17