وفيها عمت بلوى الضائقة بأهل مصر لان الذهب والفضة خرجا منها ، وما رجعا وعدما فلم يوجدا ولهج الناس بما عمهم من ذلك وصاروا اذا قيل دينار أحمر ، فكأنما ذكرت حرمة الغيور له .
وان حصل في يده ، فكأنما جاءت بشارة الجنة له ومقدار ما يحدس أنه خرج من القصر ، ما بين دينار ودرهم ومصاغ وجوهر ونحاس وملبوس وأثاث وقماش وسلاح ما لا يفى به ملك الاكاسره ولا تتصوره الخواطر ، ولا تشتمل على نيله الممالك ولا يقدر على حسابه الا من يقدر على حساب الخلق فى الاخره نقلت هذا بنصه ، من خط القاضى الفاضل عبد الرحيم رحمه الله .
ثم لما استبد صلاح الدين بعد موت الملك العادل نور الدين أمر فى شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة , بأن تبطل نقود مصر وضرب الدينار ذهبا مصريا ، وابطل الدرهم الاسود وضرب الدراهم الناصرية وجعلها من فضة خالصة ، ومن نحاس نصفين بالسواء فاستمر ذلك بمصر والضام الى أن أبطل الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبى بكر محمد بن أيوب ، الدرهم الناصرى . وأمر فى ذى القعدة من سنة اثنتى وعشرين وستمائة. بضرب دراهم مستديره وتقدم أن لا يتعامل الناس بالدراهم المصرية العتق .
وهى التى تعرف فى مصر والاسكندرية بالورق وجعل الدرهم الكاملى ثلاثة اثلاث . ثلثيه من فضة خالصة ، وثلثه من نحاس .
فاستمر ذلك بمصر والشام مدة أيام ملوك بنى أيوب .
فلما انقرضوا ، وقامت مماليكهم الاتراك من بعد ابقوا سائر شعارهم واقتدوا بهم في جميع احوالهم . واقروا نقدهم على حاله من أجل أنهم كانوا يفخرون بالانتماء اليهم حتى أنى شاهدت المراسيم التىي كانت تصدر عن المك المنصور قلاوون وفيها بعد البسمله الملكى الصالحى وتحت ذلك بخطة قلاون
पृष्ठ 24