وفي أثناء ذلك قال معلته (راجع نخبة هذه المعلقة في الجزء السادس من مجاني الأدب مع شرحها) . فلقي يوما عبيد بن الأبرص الأسدي فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأوابد. فقال: قل ما شئت تجدني كما أحببت. فقال عبيد (من البسيط) :
ما حية ميتة قامت بميتتها ... درداء ما أنبتت سنا وأضراسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرة تسقى في سنابلها ... فأجرت بعد طول المكث أكداسا
فقال عبيد:
ما السود والبيض والأسماء واحدة ... لا يستطيع لهن الناس تمساسا
فقال امرؤ القيس: تلك السحاب إذا الرحمان أرسلها=روى بها من محول الأرض إيباسا فقال عبيد:
ما مرتجات على هول مراكبها ... يقطعن طول المدى سيرا وامراسا
فقال امرؤ القيس:
تلك النجوم إذا حانت مطالعها ... شبهتها في سواد الليل اقباسا
فقال عبيد:
ما القاطعات لأرض لا أنيس بها ... تأتي سراعا وما يرجعن انكاسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الرياح إذا هبت عواصفها ... كفى بأذيالها للترب كناسا
فقال عبيد:
ما الفاجعات جهارا في علانية ... أشد من فيلق مملؤة باسا
पृष्ठ 9