فَهُمْ بِمُشَاهَدَةِ جَمَالِهِ وَجَلَالِهِ يَتَنَعَّمُونَ «١» .
وَبَيْنَ آثَارِ قُدْرَتِهِ وَعَجَائِبِ عَظَمَتِهِ يَتَرَدَّدُونَ. وَبِالِانْقِطَاعِ إِلَيْهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ يَتَعَزَّزُونَ لَهِجِينَ «٢» بِصَادِقِ قَوْلِهِ «قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ «٣» فَإِنَّكَ كَرَّرْتَ عَلَيَّ السُّؤَالَ فِي مَجْمُوعٍ «٤» . يَتَضَمَّنُ التَّعْرِيفَ بِقَدْرِ الْمُصْطَفَى ﵊، وَمَا يَجِبُ لَهُ مِنْ تَوْقِيرٍ وَإِكْرَامٍ، وَمَا حُكْمُ مَنْ لَمْ يُوَفِّ وَاجِبَ عَظِيمِ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَوْ قَصَّرَ فِي حَقِّ مَنْصِبِهِ الْجَلِيلِ قُلَامَةَ»
ظُفْرٍ، وَأَنْ أَجْمَعَ لَكَ مَا لِأَسْلَافِنَا وَأَئِمَّتِنَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَقَالٍ، وَأُبَيِّنَهُ بِتَنْزِيلِ، «٦» صُوَرٍ وَأَمْثَالٍ.
فَاعْلَمْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ أَنَّكَ حَمَّلْتَنِي مِنْ ذَلِكَ أَمْرًا إِمْرًا «٧»، وَأَرْهَقْتَنِي «٨» فِيمَا نَدَبْتَنِي «٩» إِلَيْهِ عُسْرًا، وَأَرْقَيْتَنِي «١٠» بِمَا كَلَّفْتَنِي مُرْتَقًى صَعْبًا مَلَأَ قلبي رعبا.
_________
(١) - وفي أصل التلمساني (يتمتعون) .
(٢) - لهجين: مواظبين ومداومين على ذكر الله.
(٣) - الانعام ٩١.
(٤) - مجموع: أي في مصنف مجموع.
(٥) - قلامة: وهو ما يسقط من الظفر.
(٦) - بتنزيل صور: أي بتصوير صور.
(٧) - إمرا: شديدا وعظيما.
(٨) - أرهقتني: الارهاق والرهق تكليف ما لا يطاق (ولا ترهقني من أمري عسرا)
(٩) - ندبتني: طلبته مني.
(١٠) - أرقيتني: الجأتني الى صعوده.
1 / 28