وقد قيل إن اللهيب والغليان لما كان كل واحد منها إفراط حرارة، وكان الجمود إفراط برد، وكان الجمود خاصة البارد والرطب؛ فكذلك اللهيب والغليان خاصة الحار اليابس. وهذا قول لست أفهمه حق الفهم، وعسى أن يكون غيرى يحققه ويفهمه. وذلك لأن الغليان فليس إفراط حر؛ بل إن كان ولابد فهو حركة تعرض للرطب عن الحر المفرط. ولا اللهيب إفراط الحر؛ بل إضاءة تعرض عن إفراط الحر فى الدخان فإن سمى اشتداد الحر لهيبا" فيه. والجمود ليس إفراط برد؛ بل أثر يعرض من إفراط البرد لا فى كل جسم؛ بل فى الرطب. ولا الجمود ضد الغليان لأن الغليان حركة إلى فوق. وتضادها الحركة إلى أسفل إذا كانت تضعه. فأما الجمود فليس هو حركة. فلعل الواجب أن يجعل الجمود اجتماع المادة الى حجم صغير مع عصيان على الحاصر المشكل، والغليان انبساطها إلى حجم كبير مع ترقق وطاعة المشكل. فإن كان كذلك كان الخلاف بينهما ما بين التكاثف والتخلخل.
ولم يستمر ما يقولونه. ثم ليس مما يجب ضرورة أن يكون الضد يعرض للضد؛ فإن الأضداد قد تشترك فى أمور منها الموضوع.
पृष्ठ 156