وينبغى أن تكون ذات صور يصدر عنها، فيما بينها، فعل وانفعال، حتى تكون أسطقسات تتكون منها المركبات بالامتزاج، وإن تكون الكيفيات الصادرة عن صورها أقدم الكيفيات المتفاعلة، ولأنها أسطقسات لهذه الأجسام المحسوسة ليست أسطقسات للأجسام الموهومة، فيجب أن تكون الكيفيات التى تخصها كيفيات محسوسة. ومن شأن الحاس أن يشعر بفعلها فيه.
والكيفيات المحسوسة متصنفة بحسب تصنيف الحواس، لكن الكيفيات التى تخص حس البصر كالألوان، أو حس السمع كالأصوات، أو حس الشم كالروايح، أو حس الذوق كالطعوم، ليست من الكيفيات الأولى فى هذه الأجسام العنصرية، ولا من المشترك فيها. فإن المركبات أنفسها قد توجد خالية عن أطرافها ووسايطها. وإنما تحدث فى المركبات، بعد تفاعل يقع منها فى كيفيات قبلها. وهذا يدل عليه الاستقراء الصناعى.
وأما الكيفيات الملموسة فلا يخلو عنها وعن وسايطها جسم من الأجسام المستقيمة الحركة. ولا جسم منها إلا وطرف من أطراف مضادتها موجود فيه، أو ضده، أو هو قابل له لضده. فينبغى أن تكون الفصول الأولى للأجسام الأولى منها محصلة بهذه الكيفيات، دون الطعوم والروائح والألوان.
وأما الكيفيات الأخرى المتقدمة لساير الكيفيات مما لا يحس إحساسا أوليا باللمس مثل الشكل، ومثل الخفة والثقل، وأشياء سنعدها، فإنها لا تفيد الفصول التى نحن فى طلبها.
أما الشكل فلأن الطبيعى فيه متشابه البسايط، فلا ينفصل به؛ ولو كان مختلفا أيضا لما صلح أن يقع به فعل أو انفعال. والقسرى أبعد من ذلك.
पृष्ठ 148