शैतान बंटौर
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
शैलियों
منذ ثمان سنين، والملكة يومئذ في الحياة، لا تخرج الشمس عن طرفي ملكها كأنهما حاشيتا النهار، فدخلت المقاصير، وتنقلت في الحجر، ورأيت فراش الملكة وقد هجرته، كما ينظر هؤلاء إلى مراقد الفراعنة، وقد نقل ما فيها إلى دور التحف، وحيل بين ذلك اللؤلؤ وهذا الصدف؛ فرحم الله المصريين القدماء، لولاهم ما ذكر مصر الذاكرون، ولا ظلت كعبة يزورها الزائرون:
قضوا والدور باقية وأودوا
وليس شخوصهم بالموديات
فما ذهبوا ولكن في اغتراب
وما ماتوا ولكن في سبات
قال: ثم وقفت أتأمل قبور الملوك العظام، وأذكر عبث الأنام لا الأيام، وأعجب للأهرام - وهي من عمل الأسرة الرابعة، وبنيان المصري في أول عهده بالحياة وبداية دخوله في الحضارة - كيف رسخت في الأرض رسوخه في العلم، ووقفت للدهر وقوفه في الفن، وكلما تأملتها جزتني العبرة عن النظرة، والعظة عن اللحظة؛ فرأيت النعيم كيف يزول، والحال كيف يحول ، والدولة كيف تدول، والملك الكبير إلام يئول، وبعث الموقف مني فقلت:
لما رأيت قبورهم
كملت فما فيها لناقد
وكأنها نهد الثرى
وكأنه مذ كان ناهد
अज्ञात पृष्ठ