शौकी: चालीस वर्षों की दोस्ती
شوقي: صداقة أربعين سنة
शैलियों
لعل للعذراء عذرا
أجل العلماء عن أن يقال ليس لهم صداقة، وإنما يقال: إن ليس لهم صداقة على العلم، ولا مشايعة على الحكمة، ولا تسامح في الحقائق، وإنهم لا يرعون في الحق خليلا، ولا يرضون من أمانة العلم بدلا قليلا، ولا سيما في هذا العصر الذي إذا انتسب إلى خاصة تغلب عليه كانت الانتقاد، أو اتصف بمزية تفضل سائر المزايا فهي التحقيق.
ولذلك لا ينبغي أن يحمل انتقاد «البيان» رواية «عذراء الهند» للشاعر المفلق أحمد بك شوقي إلا محمل البحث الأدبي الصرف ، وألا يحسب إلا من قبيل توفية النقد حقه والقيام بواجب الخدمة العلمية، ونعم الغرض هذا وحبذا القصد. وبناء على قاعدة البيان وتشبها به، والتشبه بمثله فلاح، أتطفل بإبداء بعض خواطر خطرت لي بين هذه المآخذ التي أخذها البيان على عذراء الهند، بقدر ما طال الفكر ووسع اللحظ، مائلا في بعضها إلى تصويب رأي البيان، وفي البعض الآخر إلى تأييد نص الرواية وتاركا الحكم في ترجيح الآراء إلى أهل الفضل وأرباب الدراية، فإن كنت أصبت المرمى في بعض ما رأيت فقد تصاب الرمايا ولو لم تشتد السواعد، وإن كنت واقعا في الوهم وظهر الحق في جانب سواي، فليس بثقيل الإقرار لمثل شوقي بك، وليس بمغلوب من غلبه الشيخ!
أما اعتراض البيان على الإهداء في مقام تقديم الرواية إلى الجناب الخديوي فهو من التعمية بحيث لم أفهم وجهه جليا، وإنما استدللت على أن المقصود عدم مناسبة إتحاف الجناب العالي برواية موضوعة فيما هي موضوعة فيه، وقد يعتذر ناسج الرواية بأن ليس ثمة ما يمنع تقديم كتاب يتصل بتاريخ مصر القديم إلى عزيز مصر الآن، فلكل من المعترض والمعترض عليه وجهة.
وأما أخذه على «الكاتب وما كتب غراس نعمائك وجنى ظلك ومائك» بأنه لا يصح إلا من تلميذ لأستاذه، ولا يصح من مربوب لولي نعمته، وأنه لا يمكن أن يكون ما كتبه من غراس الأمير وأي علاقة بين النعماء والإنشاء؟
فقد استغربته جدا من البيان على سعة اطلاع المعترض وطول باعه ورسوخه في آداب العرب، وكونه قد طالع ولا شك من هذا المعنى شيئا كثيرا.
وإن مثله لا يخفى عليه أن الكتاب والشعراء طالما تكلموا في معنى أن إنعام الممدوح هو مصدر فصاحة المادح، وأن در القول مستنبط من بحر الجود.
وقالوا أيضا: إن اللهى تفتح اللها، وأظن أنا نستغني في مقام كهذا عن التعزيز بالشواهد المستفيضة في النظم والنثر خصوصا لمن كان يحفظ ديوان المتنبي، وقد شرحه وهو غير خال من هذه المعاني، فكيف لا يجوز - لعمري - لشاعر الخديوي أن يقول لمولاه وولي نعمته: إنني أنا وما أكتب غراس نعمائك، وأي غرابة فيه؟ بل أي غبار عليه؟
وأما قوله: «وجنى ظلك ومائك.» فلا أنكر أنها بالشعر أليق منها بالنثر، لكنها قد تتمشى مع العبارة الأولى ولا لزوم لخرطها فيما لا يجوز والذهاب لأجل توجيه الاعتراض إلى بعيد من قبيل أن الظل لا يكون سببا للجنى، وأن الغراس في الظل لا يثمر وأنت تعلم أنه لا غراس بلا ظل وأن الظل غير مانع من الجنى.
وليس من الضروري في سجعة كهذه استيفاء جميع العناصر التي تخرج الثمر، وذكر الحرارة والرطوبة والكربون والهيدروجين، فضلا عن كون الظل هنا مأخوذا بالمعنى المجازي والعبارة كلها مجازية، والمجاز هو أصل وضع البيان.
अज्ञात पृष्ठ